وصف الرئيس التونسي قيس سعيّد، اللقاء الذي جمعه مع الرئيس بشار الاسد على هامش القمة العربية في جدة، أمس الجمعة، بأنه كان تاريخيا.
ونقلت “الرئاسة التونسية” عن سعيّد قوله عقب اللقاء، إنّه “بات مقتنعاً تماماً في الوقت الراهن بضرورة دعم تونس لسوريا.”
من جهتها، ذكرت “الرئاسة السورية”، أنّ “الرئيس الأسد رحب خلال اللقاء بعودة العلاقات الطبيعية والتاريخية بين سوريا وتونس، منوهاً إلى ضرورة تعزيز هذه العلاقات ليس فقط على المستوى السياسي والاقتصادي، وإنما على المستوى الثقافي والفكري والشعبي”.
وأكد الرئيس الأسد أن “سوريا وتونس تقفان معاً ضد التيار الظلامي، لأنهما يتشاركان في قضية الفكر والوعي والانتماء، وهذا ما يتم استهدافه من قبل الخارج”، معتبراً أن “العرب أبناء أمة واحدة يجمعهم انتماء واحد الأمر الذي تفتقده الشعوب الأخرى”.
بدوره، عبّرالرئيس سعيّد عن ارتياح تونس الكبير لما حققته سوريا في حربها ضد الإرهاب ومنع التدخل الخارجي، قائلاً إنّ “الهدف كان تقسيم سوريا إلى كيانات ولكن الشعب السوري لم يقبل أبداً أن يتم التدخل في شؤونه وأثبت أنه هو الوحيد الذي يحسم أمره”.
وعقب اللقاء، قال الرئيس الأسد في لقاء أجراه مع التلفزيون التونسي، إنّ “السؤال في سوريا خلال الحرب كان يدورعن موقف الشعب العربي من خلال التمييز بين المواقف الرسمية والمواقف الشعبية”، لافتاً إلى أنّ “تونس استُخدمت كمنصة للتآمر على الفكر والانتماء العربي، من خلال الفكر الظلامي، لكن على الرغم من الظروف التي مرت بها تونس فإنها لم تتغير، وبعد لقائي مع الرئيس قيس سعيّد تأكدت من هذا الشيء بشكل أكبر”.
وكان الرئيس التونسي عيّن في 27 نيسان الفائت، محمد المهذبي سفيراً فوق العادة لتونس في سوريا، بحضور وزير الخارجية نبيل عمار، وذلك بعد عشرة أيام من زيارة وزير الخارجية فيصل المقداد إلى تونس بعد دعوة رسمية.
وفي 17 نيسان الفائت، استقبل الرئيس التونسي في قصر قرطاج وزير الخارجية فيصل المقداد، الذي وصل إلى العاصمة التونسية زيارة رسمية، بناءً على دعوة من نظيره التونسي نبيل عمار، وأوضح سعيّد أهمية توحيد المواقف العربية في مواجهة كل ما تتعرّض له الدول العربية من تحديات، مشيراً إلى أن الموقف التونسي كان وسيبقى الدفاع عن سيادة واستقلال كل الدول العربية والحرص على عودة العلاقات العربية- العربية إلى المستويات التي كانت عليها.
وبعد ذلك، التقى الوزير المقداد مع نظيره نبيل عمار في مقر الخارجية التونسية، أعقبه جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين صدر بعدها بيان سوري- تونسي مشترك.
واتفقت دمشق وتونس في بيانها، على “تكثيف التواصل بين البلدين في المرحلة المقبلة بهدف تعزيز التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والمسائل الثنائية وذات الاهتمام المشترك، والعمل على عقد اللّجنة المشتركة واستئناف التعاون الاقتصادي بين البلدين ولا سيّما في المجالات ذات الأولوية”، وفقاً لما نقلته وكالة “سانا” الرسميّة.
كما جاء في البيان المشترك: “تعزيز التعاون في المجال الأمني ولا سيّما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وشبكات الاتجار بالبشر، وتعزيز التعاون في المجال القنصلي والإنساني، والعمل على عقد اللجنة القنصلية المشتركة في أقرب الآجال الممكنة”.
وأكدت تونس في البيان، أنّ “أمن واستقرار سوريا هو دعامة لأمن واستقرار المنطقة بأكملها”، معربةً عن “تضامنها الكامل ووقوفها مع سوريا إزاء اعتداءات الكيان الإسرائيلي المتكرّرة على أراضيها، ودعم حقّها المشروع في استعادة الجولان المحتل”.
أثر برس