شنت القوات الأمريكية أول امس اعتداءً على مواقع تابعة للحشد الشعبي العراقي، الأمر الذي اعتبرته الحكومة العراقية انتهاكاً واضحاً لسيادة العراق، حيث أكد الكثير من المراقبين على أن هذا الاعتداء لن يمر دون رد، في الوقت الذي اعتبر فيه الكثير من المحللين إلى أن الزمان والمكان وطريقة الاعتداء يشيروا إلى وجود أسباب ودلائل عدة للاعتداء، الأمر الذي تناولته بعض الصحف في صفحاتها الأولى.
حيث جاء في صحيفة “القدس العربي“:
“الحشد جرى ضمه رسمياً إلى الجيش العراقي بهدف مواجهة داعش في أعقاب سقوط الموصل، كما سمحت وزارة الدفاع العراقية بتوسع فصائله في عمق الأراضي السورية سواء ضمن إطار محاربة تنظيم داعش أو مساندة الدولة السورية عسكرياً.. صحيح بالطبع أن الضربة الأمريكية تنتهك القانون الدولي والسيادة الوطنية العراقية، ولكن متى كانت الولايات المتحدة تلتزم بمعايير دولية أصلاً أو تحترم سيادة الدول؟”.
أما “الأخبار” فنشرت في صفحاتها:
“عكست الاعتداءات، في استهدافاتها وسياقها وتوقيتها، قراراً أميركياً بتلبية الصرخة التي أطلقها رأس المؤسسة العسكرية في كيان العدو قبل أيام أمام مؤتمر هرتسيليا، حول ضرورة الارتقاء إلى سياسة عدوانية جديدة ضدّ حلفاء إيران في العراق، الذي لم يُخْفِ كوخافي قلق تل أبيب من الواقع المتشكّل فيه، وبروز الحشد كقوة إقليمية آخذة في التصاعد، يمكن أن تشكّل سدّاً جدّياً أمام المخططات التي تستهدف هذا البلد”.
وورد في “العربي الجديد“:
“من المرجح أن تلجأ الولايات المتحدة إلى سياسة تصعيدية أكثر مع القوات العراقية وفي المقابل، فإن الجانب العراقي، سياسياً، سيعيد فتح ملف إخراج القوات الأمريكية الذي أغلق فجأةً قبل أشهر من الآن، من دون عرض المشروع على البرلمان”.
اللافت أن بعد هذا الاعتداء الأمريكي أعرب العديد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية عن تخوفهم من الرد المحتمل، فكان الرد الأول من الشارع العراقي الذي اعتصم أبناءه أمام السفارة الأمريكية في بغداد حاملين الأعلام العراقية وأعلام الحشد الشعبي مطالبين بإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في العراق، حيث قام المعتصمون احتجاجاً على هذا العدوان بإحراق الأعلام الأمريكية والإسرائيلية عند بوابة السفارة، ونصبوا خيماً وأعلنوا البدء باعتصام مفتوح أمام مبنى السفارة، بعد تشييع ضحايا الاعتداء، الذين هم من أبناء الشعب العراقي والمؤسسة العسكرية العراقية.