خاص|| أثر برس رفض المجلس العسكري التابع لـ “جيش مغاوير الثورة”، قرار تعيين “فريد القاسم”، في منصب القائد العام، باعتبار أن الأخير من “خارج ملاك المغاوير”، وتقول مصادر من “مخيم الركبان”: إن حالة من الترقب والتخوف تسود بين قاطنيه خشية من احتمال اندلاع قتال داخلي بين المسلحين المنتشرين جنوب شرق سوريا ضمن منطقة خفض التصعيد التي تعرف باسم “منطقة الـ 55 كم”.
جاء تعيين” القاسم”، بدفع من القوات البريطانية التي أبدت اهتماماً ملحوظاً بمخيم الركبان ومنطقة التنف خلال الآونة الأخيرة، ومن خلال قيادة هذه القوات التي تنتشر بشكل مشترك مع نظيرتها الأمريكية في قاعدة التنف، فرض”القاسم”، كقائد عام لـ “مغاوير الثورة”، وتشير المصادر إلى أن القائد السابق “مهند الطلّاع”، لم يغادر الأراضي السورية نحو تركيا إلا بعد معرفته التامة بقرار عزله.
الصراع في أساسه هو نتيجة مخاوف قيادات “المغاوير” الحاليين من تقلص نفوذهم السلطوي والمالي في “مخيم الركبان”، مع احتمال عزلهم من قِبل” القاسم”، ليتم تعيين قيادات جدد من بقايا فصيله “لواء شهداء القريتين”، ومع منح القوات البريطانية لـ”القاسم” لُقب “نقيب”، كرتبة عسكرية يقود من خلالها “مغاوير الثورة”، وبقية الفصائل المسلحة، إلا أنه بدأ بتقديم نفسه على أنه” “العقيد فريد القاسم”، وتشير مصادر محليّة إلى أن سكان المخيم منقسمين فيما بينهم حول القرار، فمع تأييد جزء من السكان لتنحية” الطلّاع”، الذي كان يتحكّم بكامل الموارد في المخيم وتجارة المواد الأساسية والأدوية والخبز، ويمنع خروج المدنيين نحو مناطق سيطرة الحكومة السورية، فإن الجزء الآخر يجد في وصول “فريد القاسم”، لقيادة الفصائل المسلحة تهديداً لمصير المخيم وأخذه نحو أوضاع أكثر مأساوية لكونه قد يتجه نحو عمليات تصفية وثأر من المسلحين الذين عارضوا تنصيبه قائداً عليهم، كما أن قرار التعيين الصادر عن قاعدة التنف سيعني بالضرورة استمرار لإغلاق الطرقات، وبالتالي سيستمر باحتجاز السكان بشكل قسري في المخيم الذي يقظنه نحو 7000 شخصاً.
المخيم كان قد شهد مظاهرات ترفض تعيين “فريد القاسم”، وأخرى تؤيده، وهذا الانقسام قد يفضي لحراك من قِبل القاسم لتصفية خصومه وإنهاء التوتر بالقوة، خاصة بعد محاولاته التواصل مع ما يسمى بـ “الهيئة السياسية لمخيم الركبان” ووجهاء العشائر، مع الإشارة إلى أن وفداً مثّل هاتين الجهتين زار قاعدة التنف يوم الخميس الماضي لإبداء رفض تعيين القاسم خوفاً من حدوث صراع داخلي سيؤثر حتماً على السكان، لكن الوفد عاد بـ “خفي حُنين”.
تقول المعلومات إن “مهند الطلّاع”: الذي أسهم بجرائم حرب ارتكبت من قبل الطيران الأمريكي خلال الفترة الممتدة بين عامي 2015-2017، من خلال تجنيد عملاء كانوا يزرعون شرائح إلكترونية في مناطق متفرقة من ريف دير الزور ليتم قصفها من قِبل الطيران الأمريكي، الذي يمتلك عدة استثمارات في مدينة “أورفا”، التركية المقابلة لمدينة “تل أبيض”، ومن بين هذه الاستثمارات فرن ومقهى ومجموعة من العقارات التي يؤجرها للسوريين، كما أن “الطلّاع”، يمكن أن يتواصل مع قيادة “حركة الإخوان المسلمين”، ليعمل ضمن أحد الفصائل الموالية لها، لكونه كان يقود فصيل “جبهة الأصالة والتنمية”، حتى تاريخ حله بعد صراع مع “حركة نور الدين الزنكي” في العام 2015.
محمود عبد اللطيف- المنطقة الجنوبية