خاص || أثر سبورت
نسمع بين الحين والآخر عن لاعب توفي هنا وآخر أصيب بمرض هناك وثالث لا يجد ما يسد به رمقه، وقد تناسى المجتمع الرياضي هؤلاء فلم يقدم لهم أي شيء يكفيهم حاجة الآخرين أو على الأقل يسد جوعهم.
وقدم العديد من الرياضيين جهدهم وعرقهم للرياضة في سبيل تطورها ودفعها نحو الأمام، ونال هؤلاء الكثير من البطولات والميداليات وتم تكريمهم حينها بما يتناسب مع الحدث في وقته، ولكن لم يتم الوضع في الحسبان ماذا سيحل بهؤلاء عند اعتزالهم وتقدمهم في العمر وخاصة لغير الموظفين منهم أو ممن لا يُطبق قانون الاحتراف على ألعابهم.
ويرى الكثير أن إنشاء صندوق تقاعد للرياضيين هو الحل الأمثل لهذه المشكلة يقي الرياضيين العوز وحاجة الآخرين وبالتالي يتساوون مع باقي شركات القطاع العام والخاص، التي أمنت موظفيها لمرحلة ما بعد التقاعد وهي تساوي سن الاعتزال الرياضي، ويتم اقتطاع نسبة من رواتبهم لدعم الصندوق.
عمار حبيب يطالب بصندوق تقاعدي:
ويعتبر اللاعب عمار حبيب، لاعب نادي تشرين ومنتخبنا الوطني السابق الحائز على الميدالية الذهبية في دورة المتوسط، أول من طالب بفكرة إنشاء صندوق تقاعدي للرياضيين وخاصة لاعبي كرة القدم.
وقال الحبيب لموقع “أثر”: “لا يوجد ما يمنع إنشاء الصندوق والأمر لا يحتاج سوى لتحرك مسؤول من أصحاب القرار حتى يتم ذلك أسوة بما حدث في كل دول العالم، وحتى دول الجوار قامت بذلك وأصبح للاعب راتب شهري يقبضه من الصندوق يساعده في درء مصاعب الحياة على مبدأ (بحصة بتسند جرة)”.
وأشار الفدائي، كما كان يلقبه الجمهور، إلى وجود لاعبين أصابهم الخطر جراء المرض الذي أصابهم كجمال كشك وعصام محروس دون وجود أي معين لهم، ولو كان هناك صندوق تقاعدي أو ضمان صحي لساعدهم في محنتهم هذه.
عضو اتحاد الكرة: “سنعمل على إنشاء صندوق”
عضو اتحاد كرة القدم محي الدين دولة قال لموقع “أثر”: “تم طرح هذه الفكرة منذ عام 2010 ولكن تنفيذها لم يتم حينها لظروف معينة، وسيتم إعادة طرحها في اجتماع اتحاد الكرة القادم وسيكون الموضوع خاص بكوادر كرة القدم ولكن لا يمكن أن يكون بالشكل الذي نطرحه، إذ من غير المعقول أن يتم دفع راتب تقاعدي للاعب سقفه الفعلي في لعب الكرة 13 أو 14 عام، وإنما سيكون هناك ما يشبه بصندوق الضمان الصحي والاجتماعي يتم دفع معونات اجتماعية لضرورات معينة وإعانات صحية من علاج وأدوية وعمليات وغيرها.
الرياضيون يريدون حلاً:
يعتبر القطاع الرياضي من أكبر وأهم القطاعات في البلاد لما يضمه من شرائح كبيرة مختلفة في المجتمع السوري وأهمها حالياً وأكبرها شريحة الشباب، ويطالب هؤلاء الذين لا مورد رزق لهم حالياً إلا الرياضة بتأمين مستقبلهم لما بعد مرحلة الاعتزال، سيما وأن ما يشاهدونه أو يسمعونه حالياً عما يحدث لأسلافهم لا يسر عدواً ولا صديق، وباتوا يتخوفون على مستقبلهم ويرون أن إحداث صندوق تقاعدي لهم هو الحل الأمثل لحل المشكلة، ولا مانع لديهم من اقتطاع نسبة من رواتبهم أو مقدمات عقودهم التي يتقاضونها من أنديتهم لأجل ذلك، كما يتم في باقي نقابات وقطاعات الدولة العامة والخاصة.
وكانت دول عربية عديدة قد سبقتنا لذلك كالعراق ومصر وقطر والسعودية وغيرها، فهل نلحق بهم أم سنبقى كعادتنا آخر من ينفذ وأول من يُطبّل؟!
محسن عمران