الزبداني موقعها وتاريخها:
تقع الزبداني على مسافة 45 كيلومتراً شمال غرب العاصمة دمشق ويعود تاريخها إلى العهد الآرامي قبل ميلاد المسيح عليه السلام، حيث اشتهرت بكونها رئة دمشق وسلة الغذاء في ريفها، كونها تجمع السهل والجبل، وعُرفت بغزارة ينابيعها وتراكم الثلوج فيها طيلة فصل الشتاء.
ووفقاً لما جاء في أشعار العلامة برهان الدين القيراطي قال في الزبداني: “دمشق وافى بطيب نسيمها المتداني.. وصح قول البرايا من عاشر الزبداني”.
الزبداني الأكثر جذباً للسياح قبل الأزمة السورية:
خلال الألفية الثانية، شهدت الزبداني نمواً عمرانياً لافتاً، الأمر الذي ساهم في تعزيز دورها الرئيسي وريادته لقطاع السياحة في سورية.
وتعد مدينة الزبداني وبلدة بلودان المجاورة، الأكثر جذباً للسائحين العرب ولا سيما من الخليج، إذ إنها تحوّلت إلى مقصد صيفي لهم كونها تتميز باعتدال مناخها وميله إلى البرودة في الصيف.
إلى جانب وجود مناطق سياحية ومشاهد خلابة، من أحراج وتلال وينابيع وسهول خصبة، فبني فيها نحو 25 فندقاً، إلى جانب مئات الشقق السياحية.
بداية الظهور المسلح في الزبداني:
دخلت المظاهر المسلحة إلى مدينة الزبداني باكراً، وشهدت ولادة أولى الفصائل المعارضة في ريف دمشق الغربي، وخضعت منذ أواخر عام 2011 لسيطرة الفصائل المعارضة، والتي غادرتها في شباط 2012، لتعود إليها بعد أشهر فقط وتتمركز فيها مجدداً بشكل أكبر من الماضي.
وشكّلت هذه المنطقة أهمية استراتيجية لطرفي الصراع، كونها تجاور منطقة عنجر اللبنانية، إلى جانب تموضعها الجغرافي الواصل بين القلمون الغربي ومنطقة وادي بردى في ضواحي دمشق.
ومع مطلع تموز 2015، بدأت القوات السورية وحلفائها معركة برية واسعة تهدف إلى السيطرة على مدينة الزبداني، في إطار إتمام معارك السيطرة على القلمون الغربي.
واستمرت المعركة بزخم متصاعد طيلة 3 شهور، استطاعت من خلالها القوات السورية قضم مناطق واسعة من المدينة، إلى أن توصل “جيش الفتح” والجانب الإيراني إلى اتفاق تهدئة يشمل سهل الزبداني إلى جانب مدينة إدلب ومحيطها وبلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، في أيلول 2015.
لكن الاتفاق الذي نص على إدخال مساعدات إنسانية إلى البلدات المشمولة، شهد خروقاً من قبل الفصائل المعارضة لاسيما عندما استمرار الفصائل باستهداف بلدات كفريا والفوعة ومنع دخول المساعدات الغذائية والإنسانية لآلاف العوائل فيهما، ما تسبب بحدوث عشرات الوفيات جراء تفاقم الأمراض، ولا سيما تلك الناجمة عن نقص التغذية.
المعارضة تخلي آخر موطئ لها في ريف دمشق الغربي:
في نيسان 2017، توصلت الفصائل المعارضة من جهة ومندوبون عن إيران من جهة أخرى، إلى اتفاق نهائي يشمل ملف بلدات الزبداني وكفريا والفوعة، وينص على خروج جميع مقاتلي المعارضة من سهل الزبداني، إلى جانب من يريد من الأهالي باتجاه إدلب، مقابل إخلاء جميع أهالي بلدتي كفريا والفوعة.
خرج مقاتلو الزبداني ومضايا قبل أيام، ضمن الاتفاق، ليشهد اليوم 19 نيسان 2017، إخلاء سهل الزبداني من جميع المقاتلين المحليين والأجانب، وبذلك تكون الفصائل المعارضة قد أخلت آخر موطئ لها غرب العاصمة دمشق، بعدما أخلت سابقاً مدن وبلدات القلمون الغربي، ثم بلدات الغوطة الغربية وقدسيا والهامة والتل ومنطقتي عين الفيجة ووادي بردى.