التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبحثا مستقبل وجود القوات الأمريكية في العراق وغيرها من قضايا الشرق الأوسط، سيما التصعيد الحاصل في فلسطين.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، خلال لقائهما في واشنطن، أمس الاثنين مواصلة البحث بشأن إنهاء مهمة قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب.
وأكد بيان مشترك أُصدر أمس عن الرئاسة الأمريكية ورئاسة الوزراء العراقية، أن بايدن والسوداني، ناقشا تطور وجود القوات الأمريكية في العراق، ولفتا إلى عوامل عدة تتعلق بهذا الوجود، وفق ما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
وأوضح البيان أن “الرئيسين أكدا أنهما سيراجعان هذه العوامل لتحديد متى وكيف ستنتهي مهمة التحالف الدولي في العراق، والانتقال بطريقة منظمة إلى شراكات أمنية ثنائية دائمة، وفق الدستور العراقي واتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة”.
وأكد بيان لمجلس الوزراء العراقي: “شهد اللقاء التباحث في أهمّ قضايا المنطقة، وما يجري في غزة”، وجدد السوداني تأكيد “موقف العراق الواضح من العدوان، والمسؤولية المشتركة القانونية والأخلاقية إزاء حماية المدنيين العزّل، وأهمية دعم الجهود الساعية إلى منع اتساع الصراع، والحيلولة من دون سقوط مزيد من الضحايا بين صفوف الشعب الفلسطيني”.
وأضاف البيان أنه “جرى خلال اللقاء أيضاً بحث عدد من الجوانب الاقتصادية والفرص الاستثمارية للشركات الأمريكية، خصوصاً في مجالات الطاقة، وإمكانية توسعة الشراكة مع القطاع الخاص العراقي في مجالات مهمة للسوق العراقية”.
وأكد رئيس الوزراء العراقي للصحافيين قبيل مغادرته إلى الولايات المتحدة، صباح يوم السبت 13نيسان الجاري، أن “هذه الزيارة تأتي في ظرف دقيق وحساس على مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة، وكذلك على مستوى ظروف المنطقة وما يحدث في الأراضي الفلسطينية من جرائم تجاه الأبرياء، فضلاً عن المخاوف من اتساع نطاق الصراع”.
وفي هذا الصدد، لفتت صحيفة “العرب” إلى أن “رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السداني، يناقش خلال لقائه الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن موضوع انسحاب القوات الأمريكية، ويركز أيضاً على القضايا الاقتصادية والتجارية والطاقة، وهو ما قد يفتح الباب أمام معادلة خروج القوات الأمريكية مقابل دخول الشركات الأمريكية إلى قطاع النفط”.
وأضافت أن “الأمريكيين يتخوفون من أنهم قد يضطرون إلى الموافقة على وجود أقل حجماً وعمليات مقيدة، وهو ما يحد من تأثيرهم المباشر في العراق”.
كما نقل موقع قناة “DW” الألمانية عن الباحثة في العلوم السياسية نوال الموسوي، قولها: “إن انسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف على رأس أولويات الإطار التنسيقي، ولذا سيأخذ السوداني هذا الملف معه لإرضاء الإطار التنسيقي”.
بدوره، أشار تقرير لشبكة “CNN” الأمريكية إلى أن “موضوع الانتهاء من المهمة الأمريكية لمكافحة داعش في العراق هو موضوع المداولات المستمرة بين واشنطن وبغداد على مدى السنوات الثلاث الماضية”، مشيرة إلى أن “السوداني يتعرض لضغوط من ائتلافه الحاكم لقطع العلاقات العسكرية مع الولايات المتحدة، التي ما زالت تعتبر قوة احتلال، أو على أقل تقدير إعادة توجيه العلاقات الثنائية من التبعية إلى الحياة الطبيعية”.
أما من وجهة النظر الأمريكية، أوضح تقرير “CNN” أنه “في مؤسسة السياسة الخارجية يُنظر إلى انسحاب القوات الأمريكية بحذر”، مشيرة إلى أنه “من المفهوم أن الولايات المتحدة تبحث عن السيناريو الأمثل قبل أن تُنهي وجود قواتها، ولكن بالعودة إلى العالم الحقيقي، فإن السيناريوهات المثالية قليلة ومتباعدة، وإذا كان نهج إدارة بايدن هو انتظار الوقت المثالي للخروج، فإنها ستنتظر إلى الأبد”.
يشار إلى أن السوداني، أكد في مقابلة مع صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية في أيلول 2023 أنه “لم يعد هناك أي مبرر لوجود التحالف الدولي بقيادة واشنطن في سوريا والعراق”.
وفي 18 كانون الثاني الفائت 2024 أكد السوداني، خلال الجلسة الحوارية في منتدى دافوس الاقتصادي الذي أُجري في سويسرا أن الحكومة العراقية ستدخل بحوار لترتيب جدول لانتهاء مهام التحالف الدولي في العراق، موضحاً أنه “بعد الاعتداءات التي تطال المقرات العراقية فنحن سندخل بحوار لترتيب جدول لانتهاء مهام التحالف الدولي في العراق”، مؤكداً، أن “هذا الأمر مطلب شعبي رسمي، وجادون به”.
بدوره، أشار المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، إلى أنه في حال انسحبت القوات الأمريكية من العراق، فسيتبعه بلا شك انسحاب هذه القوات من سوريا، لأنه سيكون من المستحيل الحفاظ على الخدمات اللوجستية وعلى وحدة عسكرية في سوريا من دون إمكانية استخدام الأراضي العراقية.