فور انتهاء زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن، يصل رئيس الوزراء العراقي إلى الولايات المتحدة الأمريكية للقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، وذلك بالتزامن مع الكثير من التوترات التي تحيط بالوجود الأمريكي في العراق.
ووفقاً لما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادرها فإن الزيارة ليست سياسية وإنما فنية واصفتها بأنها “بالغة الأهمية”، ويرافق الكاظمي في زيارته عدد من القادة العسكريين ضمن تشكيلة الوفد يأتي في سياق أن الحوار الاستراتيجي سينتهي بنتيجة كبرى للقطاع الأمني وهي وضع جدول زمني لانسحاب الأمريكيين من العراق.
وأضافت الصحيفة أن “الحوار سيتوسع نحو تفعيل تفاهمات مشتركة في ضوء اتفاقية الإطار الاستراتيجي تتمثل في العودة بالعلاقات العراقية -الأمريكية إلى مرحلة ما قبل سقوط الموصل عام 2014 وتفعيل برامج الشراكة والتعاون في التدريب وتبادل المعلومات الاستخبارية واستدامة السلاح العراقي ذي المنشأ الأمريكي”.
وأفاد المصدر بأن الكاظمي سيبحث مع الجانب الأمريكي جملة من الملفات الخدمية المتعلقة بالعراق ومن ضمنها مسألة التسوية للدفوعات المالية للغاز الإيراني وقضية الإعفاء والعقوبات الدولية على إيران، بالإضافة إلى جذب الاستثمارات في مجال الطاقة.
وأفاد المصدر المقرب من الكاظمي، بأن الزيارة سيحاول خلالها الكاظمي بالعودة إلى سابق عهد العراق في علاقاته مع الولايات المتحدة، طبقاً لاتفاقيات سابقة موقعة بين البلدين، وسينتج عنها تحديد جدول واضح للانسحاب الأمريكي من العراق، الأمر الذي أكده أيضاً وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الذي يرافق الكاظمي في هذه الزيارة، الذي قال: “إن جولة الحوار ستشهد الاتفاق على جدولة الانسحاب الأمريكي من كل الأراضي العراقية”، مشيراً إلى أن الأمريكيين يوجدون في معسكرات عراقية وليست أمريكية.
ويشير مراقبون إلى أن الجانبين العراقي والأمريكي سيتطرقان إلى الملف السوري، خصوصاً وأن ملف الانسحاب الأمريكي من العراق سيكون على جدول ملفات النقاش بين الجانبين، ملف الانسحاب الأمريكي من العراق، مؤكدين على ارتباط الوجود الأمريكي في العراق بالوجود الأمريكي في سوريا، ويأتي الإعلان عن بحث هذا الملف بالتزامن مع التأكيد الأمريكي على أن أمريكا لن تنسحب من سوريا، الأمر الذي يؤكده أيضاً مراقبون للوجود الأمريكي في الشرق الأوسط من خلال مستجدات الانتشار الأمريكي في تلك المنطقة.