اهتمت وسائل الإعلام الأجنبية والعبرية بزيارة الرئيس بشار الأسد إلى إيران، وبدؤوا بتخمين ما جرى في الاجتماعات المغلقة التي جرت خلال الزيارة، ومؤشراتها بشكل عام.
وكالة “سانا” الرسمية نقلت في تقرير لها عن مصادر مواكبة للزيارة تأكيدها على أن “الجانب الإيراني كان مهتماً إلى أبعد حد لجعل الزيارة تاريخية في سياق العلاقة بين البلدين سياسياً واقتصادياً، مشيرة إلى أن الاستعدادات الإيرانية لاستقبال الرئيس الأسد وبرنامج الزيارة الحافل وحضور كبار المسؤولين الإيرانيين والمعنيين بالملفات المشتركة بين البلدين والأجواء الدافئة تؤشر إلى أن هذه الزيارة هي وليدة هذه اللحظة في العلاقة بين البلدين”.
وفي هذا الصدد قال مراسل الشؤون العربية في قناة “كان” العبرية، روعي كايس: “الأسد استُقبل هناك بحفاوة بالغة، والتقى كلاً من القائد الأعلى خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي، وقال لخامنئي في اللقاء بينهما إنّ العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين منعت الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، ويجب أن تتعاظم”، مشيراً إلى أنه “في إسرائيل هناك من يأمل أنّ تقارب الأسد مع دول الخليج ربما يبعده عن إيران، لكن هذه صور الزيارة تتحدث عن نفسها، فزيارة الأسد هذه لطهران تظهر أنّ هذه الحلف سوف يبقى وحتى يزداد قوة”.
وكذلك نقلت قناة “الميادين” عن مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية أمير موسوي، قوله: “زيارة الرئيس الأسد الحالية تختلف عن الزيارات السابقة، خصوصاً أنه يأتي هذه المرة منتصراً على الإرهاب”، مضيفاً أنّ هذه الزيارة “رسمت العلاقات الثنائية وقضية التهديدات الجديدة وإعادة إعمار سوريا”.
وفي هذا الصدد، نشرت وكالة “فرانس 24” تقريراً حول الزيارة قالت فيه:
“تمكن الأسد من قلب مجرى الحرب الأهلية في سوريا، التي اندلعت عام 2011، بمساعدة حاسمة من إيران والتدخل العسكري الكبير لموسكو في عام 2015″، مشيرة إلى أنه “خلال السنوات الأخيرة نما النفوذ الاقتصادي الإيراني في سوريا، حيث تم تزويد الدولة السورية بخطوط ائتمانية وفازت بعقود تجارية مربحة”.
يشير الخبراء إلى أن زيارة الرئيس الأسد، إلى إيران بعد شهرين من زيارته إلى الإمارات، تنفي فكرة أن يؤدي التقارب الخليجي من سوريا إلى إبعاد دمشق عن طهران، خصوصاً أنه وبحسب مطلعين على مجريات الزيارة فإن الاجتماعات التي جرى خلالها الحديث عن تفعيل اقتصادية وتجارية بين الجانبين.