أثر برس

السياحة “جود بالموجود”.. الليلة الواحدة تبدأ بنصف مليون ليرة في منتجعات الساحل السوري

by Athr Press G

خاص|| أثر برس بدأت ملامح الموسم السياحي تتشكّل منذ بداية حزيران الجاري، عندما بدأ المصطافون يسألون عن أسعار المبيت بالمنشآت السياحية في الساحل السوري المتدرّجة في نجومها وفي الشاليهات، بحثاً عن السعر الأنسب، الذي يشهد ارتفاعاً تدريجياً مع تمدد الموسم تزامناً مع حلول عيد الأضحى المبارك وانتهاء امتحانات الشهادتين الإعدادية والثانوية.

الحجز بمنشآت الساحل السوري قبل العيد ليس كما العيد وبعده، وأيام الأسبوع ليست كيومي الخميس والجمعة، حيث تسجّل الأسعار ارتفاعاً كبيراً مدفوعة بالإقبال الكبير على الحجز في عطلة العيد، وأيام الخميس والجمعة والسبت التي تستقطب الزائرين من شتى المحافظات.

وحسب النجوم، تتأرجح الأسعار بين منشأة سياحية وأخرى، وداخل المنشأة الواحدة تتفاوت الأسعار بين إطلالة بحرية، وأخرى بحرية مع مسبح مع جبلية، وأخرى جانبية.

ففي طرطوس، سعر الإقامة ليلة واحدة في أحد فنادق 4 نجوم قبل تاريخ 15 حزيران ليس كما بعده، فحجز سويت إطلالة بحرية- جبلية بسعر 790 ألف ل.س، ليرتفع بعد التاريخ المحدد إلى 950 ألف ليرة، فيما حجز سويت إطلالة بحرية فقط 810 ويتضمن السعر ضريبة وعرض فيلم سينما.

فيما يبلغ سعر الإقامة ليلة واحدة في أحد فنادق 3 نجوم قبل تاريخ 22 حزيران 650 ألف ل.س لـ”سويت” غرفة وصالون نسق أول، ليرتفع السعر إلى 715 بعد 22 حزيران، وسعر الإقامة في “سويت” غرفتين وصالون حالياً 750 ألف ل.س، ليرتفع إلى 825 ل س بعد ذلك، وتتضمن هذه الأسعار وجبة فطور ودخول مسبح.

بين منتجعات أقفلت حجوزاتها خلال عطلة العيد وأخرى لا تزال تفتح باب الحجوزات للغرف ذات الإطلالة الجانبية، بات الكثير من الراغبين في قضاء عطلة العيد على البحر مجبراً على التوجه إلى الشاليهات التي تتفاوت هي الأخرى بمزايا عدة تجعلها تتحكم بالأسعار.

شاليه نسق أول قريب من البحر ليس كالبعيد، كما الموجود نسق ثاني، والشاليه الذي يتميز بكسوة سوبر ديلوكس ليس كالذي كسوته عادية، والشاليه الذي توجد فيه كهرباء ليس كالذي يخضع لتقنين ست ساعات، ما يجعل الشاليهات بالمواصفات الأولى خمس نجوم سعر حجز الليلة فيها يتراوح بين 250- 300 ألف، فيما الشاليهات الأخرى تتراوح بين 100-200 ألف.

سياحة خمس نجوم:

إلى اللاذقية، السياحة أيضاً كاوية، ففي أحد فنادق 5 نجوم تم تحديد قائمة بالأسعار تختلف ما بين قبل وبعد تاريخ 27 حزيران أي عشية عيد الأضحى المبارك، فسعر المبيت ليلة واحدة في إطلالة بحرية قبل 27 حزيران 559 ألف ل.س، فيما ترتفع فيما بعد إلى 774 ألف ل.س، ويتضمن السعر وحبة فطور ودخول مسبح.

فيما يبلغ سعر الحجز لسويت رملي على شاطئ البحر (3 أشخاص) 732 ألف ل.س من دون أي خدمة ليرتفع السعر بعد التاريخ المحدد إلى مليون و81 ألف ل.س.

إلى فندق مشابه من سوية 5 نجوم، تتفاوت أسعار الحجوزات التي أقفلت خلال العيد، فالمبيت ليلة واحدة في سويت (غرفة وصالون) اطلالة بحرية، مليون 100 ألف ل.س يتضمن كهرباء 24 ساعة مع فطور، فيما يتراجع سعر الحجز لسويت اطلالة جانبية إلى 650 ألف ل.س.

إلى فنادق 4 نجوم تتراجع أسعار الحجوزات لتتراوح بين 650-725 ألف ل.س تتضمن وجبة الفطور، كما تتراجع ايضاً في فنادق 3 نجوم ليصبح سعر الحجز 500 ألف ليرة لليلة واحدة تتضمن وجبة الفطور.

واللافت أن الحجوزات خلال العيد “كومبليه”، وأي زبون يتصل للاستعلام عن الحجز يعتذر منه الموظف المختص، ويعرض الحجز عليه بعد العيد، وفي حال تم الاتفاق على حجز أيام معينة وكان الزبون خارج اللاذقية فإن بعض الفنادق تطلب إرسال حوالة عن طريق شركات تحويل الأموال الموجودة في المحافظات لتثبيت الحجز.

وانطلاقاً من مقولة “جود بالموجود” للراغبين بقضاء عطلة العيد أو “كم يوم” على البحر، فإن خيار الشاليهات يبقى متوفراً بعروض عدة وأماكن مختلفة قد تكون بحرية فقط كمدينة اللاذقية، وقد تجمع بين البحر والجبل كما في وادي قنديل ورأس البسيط، وحسب المزايا تتدرج الأسعار فسعر الإقامة ليوم واحد ليس كما لأيام عدة، وأيام الأسبوع ليست كالخميس والجمعة والسبت، وعطلة العيد ليست كالأيام الأخرى، والشاليه بكهرباء ليس كالذي يخضع للتقنين بالإضافة لتموضعه نسق أول وعدد غرفه وكسوته.

يتراوح سعر اليوم الواحد في الشاليه سوبر ديلوكس مع كهرباء وإطلالة بحرية خلال العيد، بين 200-250 ألف ل.س، ليتراجع ما بين 125-175 ألف ل.س بقية الأيام، ليسجل حسومات للراغبين بالحجز أكثر من يوم وتختلف الحسومات بين أصحاب الشاليهات.

ويدافع أصحاب شاليهات خلال حديثهم مع “أثر” عن رفع الأسعار بارتفاع أسعار الحجوزات في الفنادق، وأن أسعارهم مقبولة جداً بالمقارنة مع التكاليف المالية التي يدفعونها سواء لتشغيل المولدات الكهربائية، تعبئة خزانات المياه، وغيرها من التكاليف الإضافية التي باتت مكلفة جداً.

شواطئ مفتوحة فب الساحل السوري:

وأمام أسعار الخمس نجوم للسياحة المخملية وتفاوتها بدون ضوابط محددة، تبقى السياحة الشعبية متنفساً مناسباً لأصحاب الدخل المحدود، فالموسم السياحي ما زال في بدايته والمنشآت السياحية تغطي كامل خريطة الساحل السوري وهناك أسعار لكافة الشرائح إضافة للشواطئ المفتوحة التي يقصدها المصطاف ليقضي فيها يوماً كاملاً، لكن يبقى هذا الخيار متاحاً أكثر لسكان الساحل.

ويتراوح سعر الطاولة في الشواطئ المفتوحة (استثمار خاص) بين 12-15 ألف ل.س، وتجد هذه الشواطئ إقبالاً لافتاً من أهالي الساحل الذين يستطيعون جلب مأكولاتهم معهم، وقضاء يوم كامل على البحر والسباحة، بدون تكاليف ترهق جيوبهم.

وقال مصطافون في أحد الشواطئ المفتوحة في الشقيفات بجبلة لـ“أثر”: تبقى السياحة الشعبية هي الخيار الوحيد لأصحاب الدخل المحدود الذين لا يستطيعون قضاء نصف ساعة في المنشآت السياحية المصنفة بالنجوم، والبحر واحد هنا وفي تلك المنشآت، ولا يوجد فرق سوى أننا نخدم أنفسنا بأنفسنا من دون خدمات فندقية خمس نجوم.

وفي حسبة رضا وقناعة، قال أحد زوار الشواطئ المفتوحة في أم الطيور بريف اللاذقية: التوجه للبحر والسباحة وقضاء يوم كامل يكفي لتحقيق الاسترخاء والراحة مثله كقضاء أيام عدة، فلماذا حجز الفنادق والشاليهات بأسعار باهظة، مستدركاً: “طبعاً اللي معو مصاري يحجز أسبوع.. الله يهنيه”.

معاناة الكهرباء:

إلى شاليهات البسيط، الحركة متوسطة، وعدد كبير من الشاليهات تم حجزها خلال العيد، خاصة الموجودة نسق أول، ومعظمها تم حجزها لزوار من خارج المحافظة.

ويقول أحد المصطافين لـ”أثر”: جئت من حلب لقضاء 3 أيام هنا والتمتع بالبحر، قبل حلول العيد حيث تشهد المنطقة ازدحاماً شديداً، ناهيك عن ارتفاع أسعار الحجوزات.

فيما قالت شابة قادمة من دمشق: في كل عام نأتي إلى الشاليهات مرتين على الأقل، فالأسعار لا تزال مناسبة بالرغم من ارتفاعها عن العام الماضي، مشيرة إلى أن المعاناة الوحيد هي الانقطاع الطويل للكهرباء.

صفاء علي – طرطوس

اقرأ أيضاً