نشرت صحيفة “تيلغراف البريطانية مقالاً للكاتب “راف سانشيز”، يتحدث فيه عن إطلاق النظام السعودي رواية جديدة حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وما سيحمله هذا الاعتراف على السعودية ونظامها.
وجاء في المقال:
غيرت السعودية تفسيرها لمقتل جمال خاشقجي للمرة الثالثة، وقالت اليوم إن قتل الصحفي كان “مدبراً” من قبل عملاء سعوديين.
قبل ذلك، زعمت المملكة أن خاشقجي قد انسحب من القنصلية السعودية في إسطنبول دون أن يصاب بأذى في 2 تشرين الأول، ثم قالت بعد ذلك إنه قُتل دون قصد في “مشاجرة بالأيدي” مع فريق مكون من 15 عميل سعودي.
وقال المدعي العام في السعودية، اليوم الخميس، إنه تلقى معلومات جديدة من المحققين التركييين التي أظهرت أن “المشتبه بهم في الحادثة قد ارتكبوا فعلتهم مع نية متعمدة”.
في الإصدارات الثلاثة من التفسير السعودي، أصرت السلطات السعودية على أن محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، لم يكن مسؤولاً عن وفاة الصحفي جمال خاشقجي.
وجاء الإعلان السعودي بعد ساعات من الإعلان أن جينا هاسبل، مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، قد استمعت إلى شريط صوتي تركي يُزعم أنه يُظهر تعرض خاشقجي للتعذيب قبل قتله.
ويقول المسؤولون الأتراك منذ فترة طويلة إن الشريط يدحض الإدعاءات السعودية بأن هؤلاء العملاء لم يقصدوا قتل خاشقجي، ولم تعلن تركيا الشريط علناً ولم تؤكد وكالة الاستخبارات المركزية رسمياً أن مديرتها قد استمعت له.
وستقوم هاسبل بإطلاع دونالد ترامب على مجريات رحلتها الأخيرة إلى تركيا وما جرى في الاجتماعات مع المسؤولين الأتراك بشأن قضية خاشقجي.
وجاء هذا التحول الأخير بعد يومين من إعلان رجب طيب أردوغان، رئيس تركيا، أن القتل “مخطط” ورفض التفسير السعودي لموت عارض خلال قتال القبضة، قائلاً إن “أولئك الذين أصدروا الأوامر” يجب أن يخضعوا للمساءلة، ولم يتهم ولي العهد مباشرة، كما فعل العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين.
عباءة محمد بن سلمان البيضاء ملطخة بدماء خاشقجي بشكل واضح، لكن هل تستطيع الصفقات السياسية والاقتصادية من إخفاء تلك الدماء التي لا بد من أنها ستؤلم ولي العهد حين غسلها.