رضا زيدان|| خاص أثر
كشفت مصادر صحفية يوم الثلاثاء الماضي عن وجود وثيقة سرية صادرة عن وزارة الخارجية السعودية، وهي عبارة عن رسالة موجهة من وزير الخارجية عادل الجبير إلى ولي العهد محمد بن سلمان، وفيها خلاصة مباحثات وتوصيات حول مشروع إقامة علاقات بين السعودية و”الكيان الإسرائيلي”، استناداً إلى ما أسماه اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
أول أمس، نشرت صحيفة “إيلاف” الإلكترونيّة السعودية الصّادرة في لندن، مقابلة أجرتها مع الجنرال الإسرائيلي “غادي إيزنكوت” رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، يؤكد فيها أن حكومته مستعدة لتبادل المعلومات الاستخباريّة مع السعودية لمواجهة طهران.
وتعد هذه المقابلة الأولى من نوعها مع وسيلة إعلام سعودية ومن الواضح أن تحالفاً سعودياً – إسرائيلياً في طور الترسيخ، فتبادل الجيوش للمعلومات الاستخباراتية العسكرية لا يتم عادةً إلا في زمن الحروب، وفي إطار تحالف ضد عدو مشترك لدى الطرفين.
ويرى السفير الأمريكي لدى “إسرائيل” دانيال شابيرو أن الإسرائيليين وإن شجعتهم تحركات ولي العهد السعودي الحاسمة إلا أنه غير مجرب وشاب من النوع المتهور.
وعن بدايات الرؤى المشتركة بين الطرفين، قبل شهر تقريباً كان “إيزنكوف” نجماً في اجتماع انعقد في واشنطن بدعوة إدارة الرئيس ترامب، شارك فيه روؤساء أركان الجيوش الأمريكية، والأردنية، والسعودية، والإماراتية، والمصرية، وهناك كان كلام المندوب السعودي متطابق مع الأهداف الإسرائيلية ومن هناك بدأت فكرة ضرورة مواجهة إيران في منطقة الشرق الأوسط.
وبحسب حسن حسن، من “معهد التحرير” في واشنطن فإن “تحالفاً مع إسرائيل سيضر بالسعوديين وقد يكون مفهوماً على المستوى الجيوسياسي ولكن ليس على المستوى الداخلي أوالإجتماعي”، مضيفاً “التناقض الظاهري في كل هذا أن السعودية وغيرها تريد مواجهة إيران من خلال تحالف مع إسرائيل، ولكن الفشل بالوقوف أمام إيران ومن ثم الإصطفاف مع إسرائيل يخدم أهداف كل السياسة السيئة”.
وهنا لا بدّ أن نسأل.. هل يريد “الكيان الإسرائيلي” جرّ بلاد الحرمين إلى حرب مدمرة ما يؤدي إلى استنزافها مالياً وعسكرياً، وهل سيحظى التحالف السعودي – الإسرائيلي بشعبية في الشارع العربي خاصة مع استمرار “الكيان الإسرائيلي” في اقتحام المسجد الأقصى واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة.