خاص || أثر برس تشهد الأسواق السورية فقدان مادة السكر ضمن الأسعار المدعومة، في ظل ندرتها في السوق السوداء وارتفاع أسعارها بشكل كبير مقارنة بالأسعار المحددة من قِبل “وزارة التجارة الداخلية”.
مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أكد لـ “أثر” أنه تم توقيع عدد من العقود والموافقات مع التجار لاستجرار مادة السكر فأصبح عدد مستورديها يتخطى 30 مستورداً اليوم، بينما كان العدد أقل من ذلك بكثير في وقتٍ سابق.
ولفت إلى أن أكبر المشاكل التي تعترض التجار هي عدم وجود شركات تقبل شحن المادة نتيجة العقوبات، مضيفاً: “اضطررنا أن نتحدث مع دولة أخرى بحيث تقوم بإحضار هذه الشحنات ثم تقوم بتفريغها على أراضيها، ومن ثم نعمل على شحنها إلى لبنان، ومن ثم إلى سوريا”.
وبحسب المصدر فإن أسعار السكر تخضع لأسعار البورصة عالمياً، وهناك بعض المعامل بالدول العربية كانت تصدّر المادة لكنها توقفت عن تصديرها مثل الجزائر.
وفي سياقٍ متصل أكد وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم في تصريحٍ لـ “أثر” أن الدعم مستمر على مادتي الرز والسكر التموينيتين عبر البطاقة الذكية حيث سيتم إيصال المادة لمستحقيها.
وأشار الوزير إلى أن توريد مادة السكر شبه ثابت ولم يتغير منذ سنوات، حيث يصل حجم توريد مادة السكر التجاري سنوياً لحدود 350 ألف طناً، وأنه تم منح الكثير من التسهيلات لتوريد المواد الأساسية وخاصة الغذائية حيث تم تمديد مدة إجازة الاستيراد لـ 6 أشهر بدلاً من 3 أشهر وفتح مدة السماح لإدخال المستوردات بعد شحنها رغم انتهاء مدة إجازة الاستيراد.
وكشف أن السبب الرئيسي لغلاء الأسعار هو أن المستورد يدفع مرتين لتأمين المواد الأساسية الأولى في الخارج والثانية في الداخل، بينما يحصل على القطع الأجنبي من المصرف المركزي بسعر ويشتري بسعر، كما أن الرسم الجمركي والمحدد 5% هو بالحقيقة أكثر من ذلك بكثير فالمستورد يدفع أكثر 120%.
وشهدت أسعار السكر ارتفاعات غير مسبوقة، رافق ذلك “تقنيناً” في الحصص التي توزع على الأسر، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد نقصاً حاداً في كثير من السلع الأساسية، سواء الغذائية أو المشتقات النفطية مع تراجع القدرة الشرائية، وذلك بتأثير عدد من العوامل التي فاقمتها العقوبات المفروضة على سوريا.
نور ملحم