تشهد السياسات التركية والتدخلات العسكرية الغير شرعية في منطقة الشرق الأوسط تصعيداً لافتاً، وذلك بالرغم انعكاسها سلباً على الداخل التركي وعلى المواقف الدولية من السياسة التركية بشكل عام، لا سيما فيما يتعلق بالحرب الليبية، التي يبرز فيها التدخل التركي بوضوح، فالبرغم من كافة تطورات هذه الحرب لا يزال النظام التركي حتى اليوم مستمر بإرسال التعزيزات العسكرية إلى ليبيا.
وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “العرب“:
“بعض الجهات التركية تتحدث عن تفاهمات سرية بين أردوغان وترامب، وعن تعاون قوى أوروبية مع المشروع التركي .. يبدي النظام التركي تبعية ذليلة لواشنطن وإسرائيل من تحت الطاولة، واستعداداً لخدمة أي مشروع لهما على حساب العرب، ويعتمد في تنفيذ خطته على انتمائه إلى الناتو، وسيطرته على الإسلام السياسي في المنطقة، ويستفيد من قدرة الولايات المتحدة على الضغط على الدول العربية، لذلك تم السماح له بالتدخل المباشر في ليبيا”.
وتناولت “اليوم السابع” المصرية السياسة التي تتبعها تركيا في الشرق الأوسط، فورد فيها:
“تسعى تركيا إلى خلق الفوضى في الدول المحيطة بها أو استغلال هذه الفوضى من أجل خلق فراغ مؤسسي يضعف الدولة الوطنية ثم تقوم هي بملء هذا الفراغ من خلال تحالفاتها مع القوى المتقاربة معها .. أحد الأدوات التي تستخدمها تركيا في الشرق الأوسط هي بناء قواعد عسكرية دائمة في الدول تستهدفها لخلق منطقة نفوذ دائم لها بحيث تحتل القرار السياسي فيها، وهو ما أقدمت عليه بإنشاء قواعد عسكرية في ليبيا وفى قطر والتي تضم 35 ألف جندي تركي بحجة حماية النظام القطري ضد دول المقاطعة، وإنشاء قاعدة عسكرية في ليبيا”.
وتحدثت “الشرق الأوسط” اللندنية عن الدعم القطري لتركيا في ليبيا، وسلطت الضوء على الخسائر التركية من التدخل في ليبيا، حيث نشرت:
“قطر مستمرة بتقديم الدعم المالي لأردوغان الذي لم يعد يملك إلا هذه الورقة ليعوض بها خسائره الاقتصادية الداخلية، والمزيد من الخسائر بعد قصف قاعدة الوطية الجوية غرب ليبيا والتي تسيطر عليها حكومة الوفاق، وتدمير منظومات دفاع جوي تركية وأجهزة رادار ومقتل ضباط أتراك”.
على مدى السنوات العشر الأخيرة أثبت النظام التركي أنه يسعى إلى تكريس كافة جهوده السياسية والعسكرية والديبلوماسية لتحقيق أكبر قدر من المكاسب والأطماع في منطقة الشرق الأوسط، لكن واضح أن جهوده وإجراءاته غير محسوبة النتائج بدأت تظهر لها عواقب غير متوقعة، تتمثل بمعارضة في الداخل التركي، ومعارضات حلف “الناتو” للسياسة التركية، وبروز مكامن ضعف السياسة التركية وغيرها من النتائج التي قد يكون بعضها لم يظهر إلى العلن حتى الآن.