أثر برس

السياحة لـ “أثر”: الحكواتي لا يحتاج موافقة ليجلس في المقهى.. كيف يتقاضى أجره؟

by Athr Press B

خاص || أثر يعتبر “الحكواتي” من طقوس شهر رمضان المبارك، حيث يحتشد حوله الناس ليستمعوا إلى قصصه ورواياته التي يرويها بإتقان وبفن أشبه بالفن المسرحي.

وعرف العالم العربي ومن ضمنه سوريا مهنة الحكواتي، منذ مطلع القرن التاسع عشر، وحظيت بشعبية كبيرة جعلتها جزءاً من التراث الشعبي ينتظره الناس مع بداية شهر رمضان المبارك من كل عام.

ففي مدينة دمشق لم يكن هناك مقهى من المقاهي التراثية إلا وفيه حكواتي يقدم “فترته” بعد الإفطار، تطول أو تقصر بحسب برنامج المقهى، وأشهر المقاهي التي تعاقبت عليها الحكواتية بالوراثة مقهى “النوفرة” بدمشق القديمة؛ والأمر ذاته كانت تعرفه مدينة حلب فقد توارثت عائلات مشهورة هذه المهنة أباً عن جد.

وقال مدير القياس والجودة في وزارة السياحة زياد البلخي لـ “أثر”: “الحكواتي لا يحتاج موافقة خاصة من وزارة السياحة، فهناك أنشطة لا تحتاج موافقات خاصة من وزارة السياحة والحكواتي منها”.

وأضاف البلخي: “إدارة المقهى عندما تريد أن تسوّق للقهوة تعلن عن نشاطات منها ما هو بحاجة لموافقة وزارة السياحة مثل الحفلات أو الركن الفني؛ ومنها ما هو ليس بحاجة مثل الحكواتي فوجوده في المقهى بعد الإفطار يستقطب الزبائن للاستماع إلى حكايته”.

ولفت البلخي خلال حديثه مع “أثر” إلى أن الحكواتي يتقاضى أجرته من صاحب المقهى الذي يتولى تحديد بدل الدخول إلى مقهاه للاستماع إليه وتناول المأكولات والمشروبات، بسعر موّحد.

إذاً، الحكواتي هو نجم سهرات رمضان ومعشوق رجال وشباب الحي، فهو فنان واسع الخيال يبدأ سرد الرواية أو الحكاية مستعيناً بذاكرته أو قدرته على التأليف، وغالباً ما تكون قصصه ومؤلفاته عن شخصية تاريخية تلعب دور البطولة، وتتحلى بالشجاعة والشرف والمروءة ونصرة المظلوم ومكارم الأخلاق وفي نهاية كل حكاية من حكاياته لا بد أن ينتصر الخير على الشر.

وكان الحكواتي دائماً ما يبقي جمهوره في تشويق دائم، وإذا طالت الحكاية لليالٍ وأيام، فإنه كان يحرص على أن تنتهي أحداث القصة بموقف متأزم ويترك البطل في مأزق لتشويق المستمع لبقية الأحداث.

والحكواتي كما ذكرنا أقرب ما يكون إلى الممثل بطبيعة الحال، إذ يضطر إلى تجسيد شخصيات روايته وكلامها بتحريك يديه وترفيع صوته أو تضخيمه

تجدر الإشارة إلى أن هذه الشخصية قد تكون اندثرت إلى حد بعيد بفعل انتشار التلفاز، ومن ثم وسائل التكنولوجيا الأخرى، إلا أن البعض ما زال يحييها في كل رمضان في بعض المقاهي والأحياء الدمشقية من باب تذكير الناس بتراثها القديم البسيط الذي تعشقه وتحن إليه.

دينا عبد

اقرأ أيضاً