خاص|| أثر برس جنوح الأحداث ظاهرة اجتماعية معقدة، تهدد سلامة المجتمع ومستقبل أجياله، ونظراً لأن الحدث الجانح هو ضحية أكثر من أن يكون مجرماً، أجمعت المواثيق الدولية كافة على أن حماية الأحداث الجانحين تنطلق من مبدأ الرعاية وتقويم السلوك لإعادة الإدماج المجتمعي وأن أي عقوبة تطال الحدث الذي لم يكمل سن 18 سنة هي عقوبة غير شرعية فلا يمكن للطفل أن يكون هدفاً لأي إجراء عقابي فالهدف من أي عقوبة هو التهذيب والإصلاح وليس الردع والعقوبة.
وكشفت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في ريف دمشق فاطمة رشيد في تصريح لـ “أثر” عن وجود معهدي رعاية وإصلاح للأحداث الجانحين بريف دمشق وهما معهد الغزالي ويؤهل أحداث من عمر 10 سنوات وحتى 15 سنة فئة (ذكور)، ومعهد خالد بن الوليد الذي يؤهل ذكوراً من عمر 16 سنة وحتى 18 سنة ويتم وضع الأحداث بالمعهدين حسب العمر، فالعدد في المعهدين غير ثابت نظراً لخروج كثيرين منهم بعد نهاية علاجهم وتقويم سلوكهم.
الحالات
وأوضحت رشيد لـ “أثر” أن حالات الأحداث التي يتم وضعها بالمعهد هي السرقة، المخدرات، التحرش، والجنح المخالفة للقانون كافة.
وأضافت رشيد: “توجد جمعيتان شريكتان للمعهدين ضمن اتفاقية مبرمة من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل؛ جمعية حقوق الطفل وجمعية التنمية الاجتماعية بالوليد؛ تقدمان خدمات متنوعة ومختلفة للأحداث ضمن برنامج تأهيلي نفسي تعليمي تثقيفي اجتماعي تمكيني؛ بوساطة فريق الدعم النفسي والدورات التعليمية والتدريبية للمهن المتنوعة الحلاقة والنجارة وتنمية المواهب الرسم والموسيقا والآن تتم متابعة الطلاب بالشهادات الإعدادية والثانوية الذين سيتقدمون للامتحان؛ ومديرية الشؤون الاجتماعية والعمل تتابع عمل معاهد الرعاية بالتنسيق الكامل مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وتأمين الاحتياجات الأساسية والإشراف على تأمين مستلزمات الأحداث الأساسية”.
وتابعت: “مؤخراً، وبدعوة من وزير الشؤون الاجتماعية والعمل مع مديرية الشؤون ومدراء المعاهد والجمعيات الشريكة يتم الوقوف على الخدمات المقدمة بالمعهد وتحسين الأداء ومعالجة الصعوبات وتذليلها ورفع مقترح بزيادة الجعالة (الطعام) للأحداث مع التشديد على ضرورة تفعيل عدد أكثر من الدورات المهنية”.
متابعة الأحداث
ولفتت رشيد إلى أنه تتم متابعة الحدث بإعطائه حقيبة مهنية بعد خروجه من المعهد من الجمعية الشريكة حيث يتم تقديم الخدمة والتأهيل للحدث من لحظة دخوله للمعهد لحين إخلاء سبيله.
نشاطات
قالت رشيد لـ “أثر”: “توجد حفلات فنية وألعاب رياضية ودوري كرة قدم وتتم الاستفادة من توالف البيئة بإقامة معارض بالإضافة إلى تنظيم حفلات بالمناسبات الوطنية والاجتماعية ورعاية المواهب، والآن نسعى لتحسين الخدمة بالمعهد تحسيناً أكبر بزيادة المهن لتزيد إنتاجية المعهد، مثلاً الاستفادة من حرفة النجارة بصناعة المقاعد أو الخزانات..إلخ، إضافة إلى تشبيك أكثر مع مديرية الأوقاف والهيئة السورية لشؤون الأسرة ووزارة التربية والهلال الأحمر والاتحاد الرياضي العام لوضع برنامج ثقافي رياضي على مدار العام وملء كامل لأوقات الشباب”.
الرعاية الصحية
ذكرت رشيد أنه يوجد ممرضة وطبيب بالمركز من مديرية الصحة وهناك تشبيك مع جمعية الشباب بدمر، مضيفة: “طبعاً هذه الفئة (الأحداث) هم أمانة وبمحض اهتمام وبحاجة إلى رعاية مضاعفة من كل فئات المجتمع لتصويب خطأه حتى يعود للحياة الطبيعية ويمارسها بسلوكيات صحيحة بعيداً عن النظرة الخاطئة إليه”.
وكانت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في ريف دمشق فاطمة رشيد، قد أكدت لـ “أثر” أنه لم يتم تسجيل أي حالات هروب لأن الحُدّث “القاصرين” يدخلون للتأهيل التربوي، وبالتالي لا يعتبر سجن.
دينا عبد