حظي إعلان السلطات الأردنية إعادة فتح المعابر الحدودية بما فيها معبر “نصيب-جابر”، أصداء إيجابية بين السوريين، إلا أن هذا الأصداء لم تترجم على أرض الواقع.
فبالرغم مما يشكله معبر (نصيب-جابر) من أهمية اقتصادية لدول المنطقة، إلا أن الإجراءات والضرائب والرسوم الجمركية المفروضة على الشاحنات السورية من قبل الجانب الأردني، ما زالت تشكل عبئاً ثقيلاً أدى مع مرور الوقت إلى توقف أعداد كبيرة من السائقين عن العمل وخروج الكثير من الشاحنات السورية من هذا القطاع.
وأوضح مسؤول المنافذ الحدودية في اتحاد شركات شحن البضائع الدولي أيمن جوبان، أن الأردن يفرض رسوماً حسب الوزن ذهاباُ وإياباً، وهناك مسافات طويلة تصل إلى مناطق بعيدة كالمدورة والعقبة في الأردن، حيث يتم فرض رسوم مرتفعة في حال العبور إلى مصر أو السعودية، وهذا يؤثر على الصادرات والسيارات السورية، وفقاً لحديث له لإذاعة “شام” المحلية.
بدوره، أكد رئيس جمعية النقل المبرد في دمشق عبد الإله جمعة، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أن “العقبة الوحيدة التي تقف أمام الشاحنات السورية هي الضريبة والرسوم الباهظة التي تستوفى في الأردن حيث تدفع الشاحنة السورية حوالي 6 ملايين ليرة سورية لتقطع مسافة وقدرها 170 كيلومتراً ذهاباً، كما تدفع مليون و400 ألف ليرة سورية إياباً وهي فارغة، خلافاً لكل الرسوم المفروضة على مستوى العالم”. فيما لم تفرض مثل هذه الرسوم على الشاحنات الأجنبية الأخرى.
وتابع جمعة أن “هناك مشكلة أخرى يمثلها إعادة كثير من السائقين إلى سوريا بعد دخولهم الحرم الجمركي الأردني بحجة أنهم لم يدخلوا إلى الأردن منذ عدة سنوات، علماً أن المعبر أغلق لمدة 3 سنوات مما تسبب ببطالة هؤلاء السائقين وبخسارة كبيرة للمصدرين لإيجاد طريقة البضائع في معبر جابر الأردني وتأمين سائق بديل يعيد الشاحنة إلى سوريا”.
وهذه المشاكل دفعت الكثير من أصحاب الشاحنات يوجهون أنظارهم باتجاه العراق كممر لتجارة الترانزيت من خلال معابره المشتركة مع دول الخليج.
وبيّن جوبان أن منفذ عرعر من المنافذ الهامة والعراق سمح بمرور الترانزيت، ولكن حتى الآن لم يطبق أي قرار على الأرض، وتم تحديد عدة معابر ومنافذ حدودية منها البوكمال وإذا تم تشغيل منفذ عرعر بين العراق والسعودية، سيوفر على المصدرين الكثير من الرسوم كون العراق لا تستوفي رسوماً كالأردن.
كما أكد جوبان أن قرار منع دخول الشاحنات اللبنانية المحملة بالفواكه والخضار والمعلبات إلى السعودية، على خلفية ضبط الشحنة المحملة بالمخدرات داخل حبات الرمان، لا يؤثر على الشاحنات السورية.
وقبل افتتاح معبر عرعر، تكررت حالات المنع التي تقوم فيها الأردن بحق الشاحنات السورية وغيرها الراغبة بالعبور إلى دول الخليج خلال الأشهر الماضية، وحينها برّرت عمان ذلك بسبب انتشار فيروس كورونا وخشية من أن يساهم دخول السائقين السوريين إلى أراضيها بانتشار الفيروس.