وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، دعوة لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، لزيارة روسيا.
وخلال اتصال هاتفي أجراه مع رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، أكد بوتين، دعم بلاده لوحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها، معرباً عن استعداد بلاده لإعادة النظر في الاتفاقيات التي أبرمتها روسيا مع النظام السوري السابق.
وتبادل الطرفان خلال الاتصال، وجهات النظر حول الوضع الحالي في سوريا، وخارطة الطريق السياسية لبناء سوريا الجديدة.
كما شدد بوتين على وجوب رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، وفق ما نقلته “الرئاسة السورية”، بدوره أكد الرئيس الشرع انفتاح دمشق على كل الأطراف بما يخدم مصالح الشعب السوري، ويعزز الأمن والاستقرار في سوريا.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن الرئاسة الروسية “الكرملين” أن الرئيسين اتفقا على مواصلة الاتصالات لتطوير التعاون الثنائي، وتطرقا إلى عدد من القضايا الراهنة للتعاون العملي في المجالات التجارية والاقتصادية والتعليمية وغيرها، مع الأخذ بالاعتبار المحادثات الأخيرة التي أجراها الوفد الروسي في دمشق.
وأضافت “تاس” أن الجانبين ناقشا “الوضع في سوريا بشكل شامل”، وأكدا على ضرورة تنفيذ سلسلة من التدابير لضمان تحسن مستدام للوضع في سوريا وتكثيف الحوار السوري الداخلي الذي يضم المجموعات السياسية والعرقية والدينية الرائدة.
ويأتي اتصال بوتين، مع الشرع، بعد اتصالات عدة أجراها مسؤولون روس مع الحكومة السورية المؤقتة في دمشق، وفي آخر التصريحات الروسية حول الوضع الجديد في سوريا، قال المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف، بتاريخ 11 شباط الجاري: “إن الأحداث التي أدت إلى تغيير القيادة في سوريا في 8 من كانون الأول 2024 لا تغير نهجنا الأساسي”، مشيراً إلى أن روسيا ستواصل دعم سيادة الجمهورية ووحدتها وسلامة أراضيها، وفق ما نقلته صحيفة “إزفيستيا” الروسية.
وقبل يوم واحد من تصريحات بوغدانوف، قال المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا: “إن المباحثات الأخيرة بين روسيا وسوريا أكدت التزام الطرفين بمواصلة بناء التعاون الثنائي متعدد الأوجه على أساس مبادئ الصداقة التقليدية والاحترام المتبادل”.
وكان وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال السورية مرهف أبو قصرة، قد أكد أن دمشق “منفتحة على السماح لروسيا بالاحتفاظ بقواعدها الجوية والبحرية على طول الساحل السوري، ما دام أن أي اتفاق مع الكرملين يخدم مصالح سوريا ويحقق المكاسب”، جاءت متطابقة مع اللهجة الروسية التي تحدثت عن قرب التوصل إلى توافقات بين الطرفين.
وفي 28 من كانون الثاني الماضي، التقى وفد روسي رفيع المستوى، مع أحمد الشرع، في العاصمة دمشق، والوفد ضم حينها بوغدانوف، ومبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، وأجرى نقاشات تركزت على قضايا رئيسة، بما في ذلك احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، مع تأكيد الجانب الروسي دعمه للتغيرات الإيحابية الجارية حالياً في سوريا.