خاص || أثر دفعت الظروف المعيشية الصعبة بعض النساء السوريات إلى التخلي عن شعرهن وبيعه، مثل والدة ريم التي اضطرت إلى بيع شعر ابنتها لضيق حالهم ولعدم وجود مورد لديهم.
وتقول لـ “أثر”: “وقت الامتحانات لم يبق باب إلا طرقته ولكني لازلت بحاجة؛ استدنت عدة مرات من أجل أن أقضي حاجتي ولكن للأسف بات كل شيء مرتفع للغاية؛ فلم يبق لي وسيلة إلا بيع شعر ابنتي لأحد الصالونات”، وتضيف بحسرة: “اتفقت مع أحد الصالونات على بيع شـعر ابنتي بعد أن عاينه الكوافير واتفقنا على قصه ودفع مبلغ 800 ألف فالشـعر طويل وبإمكانه الاستفادة منه كخصل أو وصلة شعر أو (باروكة)؛ بعد ذلك سددت ثمن الدروس التي وضعتها لابنتي أثناء الامتحان ووفيت ديوني”.
وذكرت أن ابنتها حزنت لفقدان خصلات شعرها ولكن “ليس باليد حيلة فهذا آخر الحلول بالنسبة لي”، بحسب تعبير والدة ريم.
أما شام الطالبة التي حصلت على الثانوية العامة هذا العام قررت أن تبيع شعرها لأحد (الصالونات) كي تشتري موبايل لأنها حتى الآن لا تملك هاتفاً جوالاً؛ وتشير إلى أنها أصبحت في المرحلة الجامعية ومن المعيب ألا يكون معها موبايل أسوة بزملائها.
وأوضحت لـ “أثر” أن والدها كان صريحاً معها وأخبرها أنه لا يملك ثمن موبايل حتى يشتريه لها فما كان الحل إلا بقص شعرها وبيعه بمبلغ 2 مليون ليرة فشعرها طويل جداً وكثيف وكانت تعتني به بشكل كبير.
ولجأ بعض النساء إلى موقع “فيسبوك” لعرض شعرهن أو شعر بناتهن للبيع مرفقين منشوراتهم بصور لـ”ضفائرهن” توضح شكل الشعر وطوله ولونه.
وفي حالة مختلفة، فإن نور التي تأثرت بمنظر أمها بعد أن أنهت علاجها الكيماوي وبقيت بدون شعر فقررت أن تهديها خصل شعرها وتصمم لها باروكة بشعر طبيعي فقصت شعرها وباعته لأحد صالونات الحلاقة وطلبت منه أن يصمم لها باروكة طبيعية تناسب والدتها؛ وشرح لها صاحب الصالون أن كلفة تفصيلها مرتفعة فأصرت على ذلك واستدانت ودفعت ما يقارب مليون ونصف لقاء ذلك.
ويرى أحد أصحاب صالونات الحلاقة بدمشق أن فكرة قص الشعر وبيعه لصالونات الحلاقة باتت رائجة في الفترة الأخيرة من قبل الفتيات خاصة ممن يواجهن ظروف اقتصادية سيئة والتي يمر بها العديد من الأسر الذين باتوا غير قادرين على سد احتياجاتهم، لذلك لا يجدوا سوى أن يقصوا شعرهم ويبيعونه لصالونات الحلاقة بعد الاتفاق معهم طبعاً؛ ويبين لـ “أثر” أن ليس كل الحلاقين يرغبون بشراء الشعر ولكن هناك من لديه رغبة وخبرة بذلك فهم يعرفون الشعر وطبيعته ولونه وفيما إذا كان مصبوغ أو لونه الطبيعي واذا كان تالفاً أو ضعيفاً وغير ذلك ؛ وبعضهم الآخر يقصون شعرهم ويطلبون من الحلاق نفسه أن يصمم لهم بيروكة تبقى ذكرى لهم أو قد تكون لبناتهم.
وعن كيفية التعامل مع الشـعر الذي يباع، قال صاحب أحد صالونات الحلاقة: “تأتينا الزبونة وتطلب منا أن نأخذ شعرها أو أنها تود بيع شعرها؛ وبدورنا نقوم بفحصه والتأكد من سلامته وخلوه من أي حشرة وإذا كان ضعيفاً أو لا؛ وكلما طال الشعر وزادت كثافته ارتفع سعره حيث يصل سعر الشعر الطويل إلى ما يقارب 3 مليون”.
أيضاً، هيام صاحبة صالون بدمشق، تؤكد لـ “أثر” أنها لا تقوم أبداً بأي عمل سوى تصميم الوصلات والبيروكات حسب طلب الصالون فهناك من يطلب منها أن تصبغها أو أن تقوم بتركيز قصتها ومن ثم تُنهي العمل بها وترسلها لصاحب الصالون الذي بدوره يبيعها بأضعاف مضاعفة عما اشتراها.
وكانت العديد من النساء أكدن لـ “أثر” أن الظروف الاقتصادية السيئة دفعت معظم الناس إلى بيع ما يملكون من أثاث أو ملابس أو ما يزيد عنهم حتى وصل بهم الحال إلى الشعر.
دينا عبد