خاص || أثر برس إلى جانب كثير من الفواكه الاستوائية التي نجحت زراعتها في الساحل السوري ولاقت رواجاً في الأسواق رغم ارتفاع أسعارها، حجزت الشوكولا الطبيعية “سابوتا” خلال السنوات الأخيرة مكاناً لها ضمن قائمة الفاكهة الاستوائية التي حرص المزارعون على زراعتها للإقبال عليها بوصفها واحدة من الفاكهة الأكثر شهرة حول العالم لما تحتويه من فيتامينات ومواد فعالة مفيدة لصحة الجسم ومناعته.
ثائر طراف، صاحب مشتل في بانياس بريف طرطوس يقول لـ”أثر”: السابوتا أو كما يطلق عليها العامة “الشوكولا الربانية”، باتت واحدة من أهم أنواع الفاكهة الاستوائية التي انتشرت زراعتها في الساحل السوري خلال السنوات الأخيرة، والتي تلاقي رواجاً كبيراً من المواطنين الذين يقبلون على شرائها كبديل للشوكولا العادية نظراً لمذاقها الحلو وغناها بالفيتامينات وانخفاض السعرات الحرارية فيها، ما يضمن عدم زيادة الوزن.
وعزا طراف سبب نجاح زراعتها في الساحل، بعد أن كانت مقتصرة على عدد من الدول كأمريكا الجنوبية والمكسيك وإندونيسيا، إلى أن هذه الشجرة بحاجة لمناخ دافئ وساحلي لتنمو، وهو المناخ المتوفر في الساحل الأمر الذي شجع المزارعون على زراعتها والتوسّع بها.
وقال طراف: “منذ خمس سنوات اشتريت بذار الثمرة، وزرعتها في مشتلي الذي يحتوي على أصناف عدة من الفاكهة العادية والاستوائية، ونجحت زراعتها وأصبح طول الشجرة اليوم أكثر من مترين تحمل كمية كبيرة من الثمار، كما زرعت 4 أشجار أخرى”، منوهاً بأن زراعتها سهلة وغير مكلفة فهي لا تحتاج إلى تطعيم أو أسمدة خاصة.
وبين طراف أن بعض المزارعين بدؤوا بجني الثمار، بالرغم من أنها لا زالت خضراء، عازياً السبب إلى أنهم يقطفونها ويخمّرونها لتنضج بسرعة خلال 10 أيام أو أسبوعين، وذلك لبيعها في السوق بسعر مرتفع، مبيناً أنها تباع حالياً خضراء بـ4500 ل.س وعندما تنضج تباع ب 7000 ل.س، شارحاً أنه يمكن أكل الثمرة بتقطيعها من المنتصف وتناول محتواها باستخدام الملعقة، وما يميزها أن طعمها فيه حلاوة طبيعية ولذيذة كأنك تأكل شوكولا نوتيلا.
من جهته، قال الخبير الزراعي منير محمود لـ”أثر” إن “السابوتا السوداء”، هي فاكهة استوائية دائمة الخضرة ذات قمة عريضة تتميز بنمو بطيء، حيث تنمو الشجرة في أول 3-4 سنوات تقريباً 30 سم فقط في السنة لأول عامين، ثم تنمو بسرعة أكبر بعد ذلك، فقد تنمو حتى يصبح طولها 25 متراً، وهي نوع من أنواع ثمار البرسيمون، أي أنّ لها اسم شائع آخر وهو “البرسيمون الأسود” أو “الكاكا” أو “الخرما”، وتلقّب هذه الفاكهة بفاكهة بودنغ الشوكولاتة أو التين الإفرنجي.
وأضاف محمود: “أصل تسمية الشوكولا السوداء هي “بلاك سابوت” أو “السابوتا السوداء”، واسمها العلمي هو “Diospyros digyna”، وأصل هذه الفاكهة أمريكا الجنوبية، وتتميز بطعمها الحلو الشبيه بنكهة الكسترد، أو الجوز، وهي أشبه بالشوكولا الربانية قليلة السعرات الحرارية وغنية بالألياف والفيتامينات”.
وبحسب محمود، تشبه ثمرة السابوتا السوداء، من حيث الشكل، البندورة، ويبلغ قطر الثمرة حوالي 5-10 سم، تكون قشرة الثمرة في البداية لونها أخضر لامع ثم يتحول بعد ذلك إلى أخضر موحل عند مرحلة النضج، فيما يكون اللب أبيض في البداية ثم يتحول إلى بني غامق ثم مائل إلى الأسود وحلو المذاق عند النضج.
وعن فوائد شوكولا السابوتا، ذكر محمود أنها غنية بالطاقة، فكل 100 غرام منها تحتوي على 45 سعرة حرارية، ما يساعد على الاستغناء عن مشروبات الطاقة أو الوجبات الخفيفة التي تسبب زيادةً في الوزن وضرراً للصحة، كما تعد مضاد أكسدة ممتازاً للجسم لغناها بفيتامين “سي” و”أ” ما يجعلها أحد مقويات المناعة الطبيعية والرؤية، ومن مضادات الشيخوخة، كما أنها تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم والفوسفور الضروريين لبناء العظام، والبوتاسيوم، المهم في بناء العضلات، وتساعد في الحفاظ على صحة القلب والكلى والحماية من ارتفاع ضغط الدم، كما تستخدم في صنع الحلويات، وإضافتها إلى الكيك والأيس كريم والحلويات كبديل صحي للشوكولا العادية.
وتابع محمود: ناهيك عن استخداماتها الطبية حيث تعزز صحة الكلى وتساعد في تحسين عملية الهضم والتخلص من الإمساك لغناها بالألياف، وتحافظ على صحة العين والتحكم في اضطراب ضغط الدم، كما تستخدم لعلاج الحكة الجلدية وغيرها من الأمراض كالحمى والجذام والدودة الحلقية والحكة الجلدية.
صفاء علي – طرطوس