خاص || أثر برس السعادة توجد حيثما توجد الشوكولا ” وغيرها من المقولات عن حب الشوكولا وحتى الدراسات التي خلصت نتائجها إلى فوائد الشـوكولا، لم تبق صناعتها أو “صناعة السعادة” كما يصفها البعض مستحبة لدى من يعمل بالصناعات الغذائية لأنها باتت عبئاً عليهم بسبب الضرائب المتعددة كما وصفوها.
وفي حديثه لـ “أثر برس”، يوضح أمين سر لجنة الصناعات الغذائية في غرفة صناعة حلب أسامة عجوم أن مادة الكاكاو التي تدخل في صناعة الشـوكولا تخضع لثلاثة مطارح ضريبية، الأول عند الاستيراد كون مادة الكاكاو مادة مستوردة وغير موجودة محلياً، والمطرح الضريبي الثاني بضريبة الدخل المقطوع أو الأرباح الحقيقية التي يدفعها الصناعي، والثالث ضريبة إنفاق استهلاكي بنسبة 3% بموجب المرسوم رقم /11/ لعام 2015 ويدفعها الصناعي أيضاً، مشيراً إلى أن هذه الضريبة –الإنفاق الاستهلاكي- هي السبب الرئيسي لمشكلة صناعيي المواد الغذائية سواء الشـوكولا أو المنتجات التي تدخل في صناعتها الكاكاو.
ويؤكد عجوم بأن ضريبة الإنفاق الاستهلاكي يتم تحصيلها على كامل وزن المواد المصنعة بغض النظر عن كمية الكاكاو فيها، فمثلاً كيلو الشوكولا يحوي سكر وزبدة وحليب وكمية من الكاكاو، متسائلاً: “لماذا يتم احتساب الضريبة على الوزن الكامل وليس على كمية الكاكاو”، مضيفاً أنه يوجد أنواع من الشوكولا تكون فيها نسبة المواد الأخرى أكثر من الشوكولا مثل الشوكولاتة المحشوة بجوز الهند أو مكسرات أو أنواع من البسكوت حيث تكون مغلفة بقشرة رقيقة من الشوكولاتة، بالإضافة إلى المواد الغذائية الأخرى كالبسكوت السادة الذي توجد أنواع منه فيها طبقة شوكولا بين طبقتين بسكوت ويتم احتساب الضريبة على كامل الوزن أيضاً، وبالسعر الذي تقدره مديريات المالية والتي لا تأخذ بالسعر المحدد من مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك وفق أسعار التكلفة، وهو ما يراه عجوم مجحفاً بحق الصناعيين، مضيفاً: “كيف لا تأخذ مؤسسة حكومية بتسعيرة مؤسسة أخرى”.
وتذهب الضرائب المفروضة على الشوكولا أبعد من ذلك بحسب عجوم، حيث أنه يتم فرض ضريبة على الشوكولا البيضاء أيضاً والتي لا يدخل في تركيبها الكاكاو وهي عبارة عن زبدة وحليب وفانيليا منكهات أخرى، مضيفاً بأنه طرح هذه القضية بالتحديد في المؤتمر الصناعي عام 2016 بحضور عدد من الوزراء بينهم وزير المالية الذي استغرب بدايةً، وعند العودة للمرسوم قالوا إن المرسوم لم يفصل بين شوكولا بيضاء أو سوداء.
وعن طريقة تحصيل الضريبة، يوضح عجوم بأن مديريات المالية تسلّم صناعيي المواد الغذائية سجلات خاصة يتم تسجيل الكميات الخام والمصنّعة ويقوم بتدقيقها موظف من المالية يومياً وهو ما يسبب إشكالية أخرى إذ يجب أن يزور الموظف المنشأة بنهاية اليوم إلا أن أغلب الزيارات تكون منتصف النهار وتكون الكميات غير مسجلة كون العمل لم ينته بعد وغالباً ما يتم تغريم أصحاب المنشآت، منوهاً إلى أن الضريبة في حال ستبقى فيجب أن تكون على كمية الكاكاو في المادة الغذائية وأن تكون على القطعة المباعة أي في نقاط البيع.
ويؤكد عجوم بأن الوضع الحالي دفع الكثير من أصحاب معامل المواد الغذائية إلى التوجه لصناعة مواد غذائية لا تدخل الشوكولا في مكوناتها، يضاف إلى ذلك بعض الضرائب التي تحتسب وفقاً لعدد الآلات في المنشأة بغض النظر عن الإنتاج الحقيقي في ظل الظروف الراهنة وضعف القوة الشرائية التي فرضت تخفيض الإنتاج في ظل انخفاض الاستهلاك.
ويستغرب عجوم من اعتبار مادة الكاكاو أو الشوكولا رفاهية ليتم فرض ضريبة إنفاق استهلاكي عليها، مبيّناً أن هذه الضريبة على الشوكولا موجودة في ألمانيا وسويسرا، إلا أن الوضع في سوريا مختلف أولاً لناحية ظروف الحرب وما خلفته من وضع اقتصادي ولأن صناعة المواد الغذائية سواء الشوكولا بشكل مباشر أو التي تدخل بصناعتها الشوكولا بمجملها للأطفال أو تستهلكها الأسر في المناسبات كالأعياد.
حسن العجيلي – حلب