خاص ||أثر برس حمّل مسؤولٌ في “الإدارة الذاتية” التابعة لـ “قسد”، مسؤولية الكارثة التي شهدها حي الشيخ مقصود مؤخراً -انهيار بناء سكني فوق رؤوس السكان ما أودى حينها بحياة 18 شخصاً- لقاطني المبنى، متذرعاً بأنهم لم يتقدموا بأي شكوى حول وضع البناء لـ “بلدية الشعب”.
واعترف “عدنان جارو” الذي يشغل منصب رئيس المكتب الفني ضمن ما تُسمى بـ “بلدية الشعب” التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، خلال تصريح نقلته وكالات كردية، بوجود العديد من المباني التي بُنيت بشكل عشوائي ودون أي رقابة أو مخطط تنظيمي في حي الشيخ مقصود، بعد خروجه عن سيطرة الدولة السورية، بما فيها البناء الذي انهار بمنطقة “الشيخ معروف”.
كما كشف المسؤول في “قسد”، عن وجود 35 مبنى مهدداً بالانهيار راهناً في حي الشيخ مقصود، مبيناً أن “بلدية الشعب” تدخلت في بعض من تلك الأبنية، بينما بقي بعضها الآخر على وضعه الحالي من الخطورة، معللاً الأسباب بضعف الإمكانيات المتاحة لدى “البلدية”.
ودعا “جارو” الأهالي الذين يمتلكون شكوكاً حول وضع الأبنية التي يقطنون بها، إلى الإبلاغ بشكل فوري عن وضعها، مؤكداً أن فرق الكشف في “الإدارة الذاتية” مستعدة لإجراء كافة عمليات الكشف اللازمة على الأبنية المشكوك بها، وتأمين منازل بديلة للسكان في حال تقرر إخلاؤهم، ومشدداً على أن أهالي البناء المنهار مؤخراً، لم يتقدموا بأي شكوى حول وضع البناء ما أدى بالنتيجة إلى انهياره دون سابق إنذار.
من جانبها تحدثت مصادر محلية من “الشيخ مقصود” لـ “أثر”، عن حالة الانفلات الكبير التي شهدها الحي على الصعيد العمراني خلال فترة سيطرة “قسد”، مبيّنة أن عشرات الأبنية الطابقية شُيّدت فوق منازل ودورٍ عربية ذات الطابقين، دون أي أسس صحيحة في البناء، وخاصة في منطقتي “الشيخ معروف” و”الغربي”، منوّهةً بأن أعمال البناء كانت تتم من قبل تجار المخالفات على مرأى ومسمع من عناصر “قسد” المسيطرين على الحي، والذين وقفوا موقف المتفرّج حيال ما يحدث دون أي تدخل يذكر.
وكان انهار بناء سكني مؤلف من خمسة طوابق في الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني الجاري، في منطقة “الشيخ معروف” بـ “الشيخ مقصود”، ما أسفر حينها عن وفاة 18 شخصاً بينهم نساء وأطفال، وإصابة شخصين آخرين، حيث تمكنت فرق الإطفاء والدفاع المدني السوري من انتشال كافة الضحايا بعد أن تدخلت بشكل إنساني وأجرت كافة عمليات الإنقاذ، وفق ما رصده مراسل “أثر”، رغم الادعاءات التي نشرتها بعض الصفحات الموالية لـ “قسد” حول امتناع الدولة السورية عن تقديم المساعدة.
الجدير ذكره أن حي “الشيخ مقصود” الواقع ضمن مدينة حلب، شهد خلال السنوات الماضية تبادلاً في عمليات السيطرة، بدأت أواخر العام 2012 بسيطرة “الوحدات الكردية”، وأعقبها في العام 2023 دخول فصائل “الجيش الحر” الموالية لتركيا، قبل أن تدخل “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” المدعومة أمريكياً وتسيطر على الحي منذ أواخر العام 2016 وحتى اليوم.