أثر برس

الصواريخ لم تكن عشوائية.. ملاحظات ميدانية في الحرب الفلسطينية

by Athr Press Z

من أبرز التفاصيل التي تم الحديث عنها في التصعيد الحاصل في فلسطين بين فصائل المقاومة و”إسرائيل” هو الإمكانيات العسكرية التي ظهرت لدى فصائل المقاومة والتي بدت مفاجِئة لدى المسؤولين “الإسرائيليين” يشير محللون إلى ملاحظات ميدانية ، تشير إلى أن المسار العسكري لدى المقاومة الفلسطينية دخل مرحلة جديدة.

وأشار الإعلامي الفلسطيني كمال خلف في مقال نشرته صحيفة “رأي اليوم” اللندنية إلى بعض هذه الملاحظات، حيث قال: “المسار العسكري للمواجهة دخل مرحلة جديدة، ويمكن تسجيل ملاحظات ميدانية مع الاشارة الى دلالاتها”.

أولاً: ظهر تكتيك ميداني لافت تمثل في إعطاء المقاومة الفلسطينية مهلة ساعتين من 10 ليلاً أمس بتوقيت القدس حتى منتصف الليل للمستوطنيين في تل أبيب للتجول، وعند نهاية المهلة بدقيقة انطلقت الصواريخ بكثافة باتجاه تل أبيب، وهذا مغزاه العسكري يتمثل في إظهار المقاومة الفلسطينية قدرتها على القيادة والسيطرة، وإيصال رسالة لـ”الجيش الإسرائيلي” أن غرفة التحكم والقيادة المركزية العسكرية ما زالت تملك زمام المبادرة والتواصل مع المقاتلين في مناطق تمركزهم ونقاط منصات إطلاق الصواريخ المنتشرة في عموم مناطق القطاع وتتحكم بها وبدقة، وأن الغارات الإسرائيلية طوال ستة أيام لم تحقق أهدافها، وأن قادة الاحتلال يكذبون في بياناتهم الموجهة إلى الجمهور الإسرائيلي بأنهم استطاعوا عبر العمليات العسكرية شل قدرة المقاومة.

ثانياً: نوع الصواريخ التي أطلقتها المقاومة يوم السبت الفائت تبدو مختلف عما أُطلق خلال الأيام الخمس التي سبقتها، حيث كانت قوتها التدميرية أكبر وذات رؤوس حربية ثقيلة وأكثر دقة، ما يعني أن المقاومة تعتمد نهج التدرج في المواجهة، وهناك ما تحتفظ به ولم تستعمله، والأهم يبدو أن وصول الصواريخ إلى تل أبيب ليس السقف الأعلى لدى الأجنحة العسكرية في غزة، وربما سنشاهد صواريخ أكثر دقة وأبعد مدى من صاروخ عياش الذي يبلغ مداه 250 كم وتطال مدن الشمال مثل نتانيا والخضيرة.

ثالثاً: منهجية القصف واضحة، فالمقاومة لا تطلق صواريخ بكل اتجاه نحو مستوطنات غلاف غزة أو المدن داخل الأراضي المحتلة بشكل عشوائي لإيقاع أضرار فقط، إنما وضعت استراتيجية للقصف تستهدف شل “إسرائيل” اقتصادياً وعزلها عن العالم، فالقصف الفلسطيني تركز على مدينة أسدود شمالاً، وخاصة الميناء التابع للمدينة، من هذا الميناء يدخل عبره 60% من واردات “إسرائيل” من الخارج، وتعتبر المدينة مركز صناعي إقليمي هام، وكذلك تركيز القصف على منطقة “غوش دان” ضاحية تل أبيب وذات الكثافة السكانية، والتي تعتبر مركزاً مالياً وتجارياً هاماً، وتركيز القصف على “مطار بن غورين” لإيقاف حركة الملاحة الجوية، وهذا ما حدث فعلاً حيث حولت “إسرائيل” الرحلات إلى مطار رامون في إيلات في صحراء النقب، وبرغم ذلك أطلقت المقاومة صواريخ تجاه إيلات، وبدأت في الساعات الماضية التركيز على النقب وإيلات لوقف حركة الملاحة بالكامل.

وأضاف خلف، أنه بمقابل هذه التطورات العسكرية لعمل المقاومة الفلسطينية، زادت “إسرائيل” من الضغط على المدنيين في القطاع من خلال سياسية تدمير البنايات وزيادة أعداد الضحايا لحشر المقاومة، حيث اعتمد “الجيش الإسرائيلي” على سلاح المدفعية بشكل أكبر خلال الثلاثة أيام الماضية، وتحاول المدفعية المتمركزة جنوب عسقلان بث الرعب والهلع لدى سكان شمال قطاع غزة عبر التدمير العشوائي للمنازل، وهذا يؤكد أن بنك أهداف “إسرائيل” في غزة أفلس تماماً، ولم يعد أمام “الجيش الإسرائيلي” سوى خيارين الأول التدمير والمجازر من بوابة الانتقام من البيئة الحاضنة، والخيار الثاني المجازفة بالتوغل البري لوقف الصواريخ وهذا خيار صعب لوحت به “إسرائيل” ليل الخميس الجمعة الماضي من باب التكتيك ونصب مصيدة للأجنحة العسكرية في البر، إلا أن المحاولة فشلت، وسنشهد للأسف مجازر إسرائيلية وانتقام مع فشل القدرة العسكرية الإسرائيلية على وقف الصواريخ، وربما تسوق ذلك الحكومة الإسرائيلية على أنه إنجاز قبل الركون لوقف العدوان.

أثر برس

اقرأ أيضاً