انتقد رئيس الطب الشرعي في جامعة دمشق حسين نوفل الإجراءات المتبعة لدفن الوفيات بفيروس كورونا من قبل مكتب دفن الموتى، قائلاً: “الإجراءات حكماً غير كافية ويجب أن تكون إجراءات التعامل مع الجثث كالإجراءات المتخذة في العناية المشددة، وأفضل طريقة كانت للتعامل مع الجثث هي الحرق لأن الفيروس غير معروف السلوك وهو موضوع بحث علمي”.
وصرّح نوفل في حديث له عبر إذاعة “ميلودي إف إم”، بأن “بعض الدول لجأت فعلاً إلى حرق جثث المتوفين إثر إصابتهم بالفيروس لتضمن القضاء عليه بشكل نهائي، لأنه علمياً بعد الوفاة هناك خلايا لا تتعرض للموت الفيزيولوجي ويمكن أن يكون الفيروس يعمل في تلك الخلايا”، مبيناً أنه حرق الجثث في سورية موضوع لا يقبله المجتمع بسبب العادات والتقاليد والتعاليم الدينية.
كما أكد أنه “إن لم يتم الحرق، يجب أن يدفن المتوفى دون غسيل ويغطى بطبقتي كتان مبللة بالكلور ثم طبقة بلاستيكية، ويدفن على أعماق أكثر من متر ونصف تحت الأرض، وفي مدافن خاصة كي لا يتم فتح القبر لاحقاً لتنزيل جثة أخرى وينتشر الفيروس من جديد كوننا لا نعلم سلوكه”، محذراً من أن قبور المتوفين بالفيروس لا تحمل أي إشارة بأن المتوفى توفي بالفيروس، والدفن يتم في مقبرة نجها مع الوفيات العادية.
وتابع “من الواضح أن زيادة الوفيات في دمشق وريفها هي نتيجة الإصابة بأعراض تنفسية، لكن لا يوجد صورة واضحة عن مدى انتشار الفيروس في البلاد مثل باقي الدول، لعدم وجود مسحات عامة، ولأن من يتوجه للمشافي إما يؤخذ منه مسحة أو يطلب منه العودة للمنزل وتطبيق الحجر الصحي، ولا يمكن أن نعلم أن الوفيات التي تحدث هي نتيجة كورونا أو لقضايا أخرى”.
بدوره، أكد مدير مكتب دفن الموتى فراس إبراهيم أنه “لوحظ ازدياد عدد الوفيات منذ 10 تموز بسبب فيروس كورونا أو وفيات ناجمة عن أعراض شبيهة بالفيروس لم يتم التأكد منها (شك بالإصابة)”.
وأفاد إبراهيم لإذاعة “ميلودي إف إم”، بأن المتوفين نتيجة الإصابة بالفيروس أو المتوفين بأعراض مطابقة، يتم دفنهم في مقبرة نجها في ريف دمشق حصراً، وذلك لمنع انتشار الفيروس في الأماكن السكنية، مؤكداً أنه لا يمكن دفن أي ميت دون تقرير طبي من طبيب مختص ويصدق التقرير من نقابة الأطباء.
وفيما يتعلق بطريقة التغسيل والدفن، بين مدير مكتب دفن الموتى أنه تم إلزام المغسلين بلباس وقائي كامل أثناء تغسيل المتوفين، ويتم وضع قطعة قماش معقمة بالكلور فوق الجثة ومن ثم توضع ضمن كيس طبي وبعدها يتم وضعها بالكفن، نافياً وجود إجراءات خاصة بزيادة عمق القبر أو الدفن ضمن التابوت.
وبحسب إحصائيات وزارة الصحة السورية فإن حصيلة الإصابات المسجلة بفيروس كورونا في البلاد حتى اليوم، وصلت إلى 608 إصابة، شفي منهم 184، وتوفي 32 شخص.