خاص || أثر برس على الرغم من غنى التراث الثقافي المادي في سوريا إلا أنه مهدد بالضياع نتيجة السرقات التي تعرضت لها الآثار وعدم توثيقها إلكترونياً لمعرفة أصل كل قطعة ومكانها كما هو متبع في جميع متاحف دول العالم.
وبحسب مصادر “أثر برس”، تعمل المديرية العامة للآثار والمتاحف مع هيئة الاستشعار عن بعد وهناك مراسلات منذ عام 2005 من أجل تنفيذ مشروع توثيق الأبنية الأثرية التاريخية ذات الأهمية الثقافية في خطوة لتشمل مختلف المواقع الأثرية والأوابد التاريخية من خلال تطبيقات “الفوتوغرامتري“، وتم إدراج المشروع في عام 2006 في الخطة لكنه لم ينفذ لأسباب مجهولة.
وأشارت المصادر إلى أن أولويات الآثار والمتاحف قبل 17 عاماً كانت موضوع توثيق المدن الميتة الواقعة في محافظتي إدلب وحلب التي كانت تسعى لتسجيلها على قائمة التراث العالمي في حينها، وكان مطلوباً منها وجود مخططات كاملة منجزة بطريقة تقنية وعلمية صحيحة، ولو تم تنفيذ هذا المشروع لكان اليوم الضامن الأكبر بحسب فكرة المشروع لإعادة المقتنيات الأثرية التي سرقتها الفصائل المسلحة ومنها ما تم تهريبها خارج سوريا.
موقع “أثر برس” تواصل مع المهندس سمير درويش المكلف بتنفيذ المشروع في هيئة الاستشعار عن بعد وسأل عن سبب عدم تنفيذ المشروع، ليوضح درويش أن السبب يعود إلى الروتين وعدم الجدية والإدراك لأهمية المشروع بالرغم من المراسلات المستمرة وتغيير الإدارات لكنه للأسف لم ير النور، ولم يتم تجهيز الأدوات اللازمة للمشروع، لافتا إلى أنه لديه تصور كامل عن المشروع وآلية تنفيذه لكن هناك من عمل على وأد المشروع قبل أن يرى النور.
وحول آلية عمل المشروع، ذكر درويش أنه يقوم على إنتاج نماذج رقمية مجسَّمة للآثار، وإيجاد قوائم مرجعية سورية بحتة مرمزة بـ QR، وتعد كهوية رقمية للمقتنيات الأثرية، حيث يمكن قراءة البيانات الخاصة بهذه الهوية الرقمية الخاصة بكل قطعة أثرية باستخدام الهواتف المحمولة.
وتكمن فائدة المشروع من كونه سيحافظ على المقتنيات ومعرفة كل قطعة ومواصفاتها وأين مكان وجودها بالإضافة إلى شرح تفصيلي عنها، عدا عن دوره في مكافحة الاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية، مضيفاً: “لو أن هذه القطع التي تمت سرقتها وتهريبها سبق وتمت أرشفتها، لكنا قادرين على معرفة كل قطعة ومصدرها وأين كانت موجودة لكن للأسف المشروع لم يتم”.
ولفت درويش إلى العمل على توثيق بعض المقتنيات الأثرية في صالات المتحف وحديقته الخارجية بشكل مجسم، وفق أفضل المعايير العالمية وبدقة عالية، معتبراً أن هذا العمل بحاجة إلى جهود كبيرة وإمكانات وتعاون كبير لا نجازه لكن في حال إنجازه يتم حفظ التراث المادي واستثماره من خلال إقامة المعارض الافتراضية أو إتاحة الاطلاع عليه مقابل مادي.
طلال ماضي