أثر برس

الظروف الاقتصادية فرضت على السوريات العمل ليلاً.. خبير لـ “أثر”: 17% من النساء تعملن بعد الساعة 12 ليلاً!

by Athr Press B

خاص || أثر رغم الظروف الاقتصادية والمهن الصعبة التي تتطلب من المرأة العمل ليلاً إلا أن نظرات النقص لا زالت تلاحقها من قبل بعض الناس، في حين فرضت بعض المهن على النساء المتزوجات وحتى الفتيات العمل في الفترة الليلية.

تقول هنادي التي تعمل في أحد المطاعم (مضيفة)، أي تلبي طلبات الزبائن: إن المهنة الليلية التي تعمل بها عادية جداً وكثيرات هن الفتيات اللواتي يعملن بها حيث أن دوامها ينتهي عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل والمواصلات مؤمنة؛ إلا أن عدداً من الانتقادات تلاحقها على الرغم من التفتح الذي عرفته الأسر المحيطة بحيث تلفق عدّة اتهامات للنساء العاملات في الفترة الليلية، وفي نظر هؤلاء المرأة لا يحق لها أن تعمل إلا في ساعات النهار وبحلول الظلام مكانها الأصلي هو بالبيت، ولا زالت تلك الأفكار وللأسف ترافق ذهنيات الكثيرين حتى ونحن في عصر التقدم والتكنولوجيا الحديثة.

وتضيف لـ “أثر” أن الوضع الاقتصادي رتّب على الكثيرين سواء فتيات أم شباب العمل ليلاً لكنها لا تبالي بما يحكى طالما أن الثقة متبادلة بينها وبين أهلها.

أما خديجة التي تعمل في مطبخ بأحد المطاعم ترى خلال حديثها لـ “أثر” أن خوض النساء غمار المهن الليلية ليس بالأمر السهل كما يراه الجميع، فالعمل في ساعات النهار يكون آمناً مقارنة مع العمل في ساعات الليل الذي يحمل الكثير من المخاطر، ويكون السير فيه بكل حذر سواء من طرف الرجال أم النساء ولكن الظروف قاسية وبات وجود راتب واحد في المنزل لا يكفي ثمن خبز.

بدورها، ثريا تعمل ممرضة في إحدى المستشفيات الخاصة، تقول لـ “أثر”: “عائلتي لا ترفض عملي ليلاً وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي السيئ على الجميع، وأنا أزاول مهنة التمريض منذ 10 سنوات واعتدت على هذا العمل فهو يدر عليّ دخلاً إضافياً إلى جانب دخلي في العمل الصباحي”.

من جانبها، عبير ذكرت لـ “أثر” أيضاً أنها كانت تعمل بوظيفة ليلية (كاشيرـ محاسبة) في أحد المولات وكان دوامها لغاية الساعة الثانية عشرة ليلاً وكان هناك اتفاق مع أخاها الذي كانت تسكن معه وسمح لها بالعمل في بادئ الأمر، لكن مطاردة الناس وألسنتهم التي لا ترحم أثرت على عقله فقد كان يختلق المشاكل في كل وقت بسبب الضغوط التي يتعرّض إليها من طرف بعض أبناء الحي، الأمر الذي جعلها تستقيل من عملها بمحض إرادتها وإنهاء السيناريو المشؤوم لأن حياتها تحولت إلى ظلام فقد تغيرت تصرفاته تجاهها، ومنذ أن توقفت عن العمل هدأت الأوضاع وعادت الأمور إلى نصابها في البيت.

أما بشرى التي تعاقدت مع شركة تنظيف تخرج من بيتها عند الواحدة ليلاً لتبدأ عملها (عاملة تنظيف) في إحدى المؤسسات ويتوجب عليها أن تنهي عملها قبل مجيء الموظفين صباحاً؛ لذلك تخرج عند الواحدة ليلاً وتعمل لمدة خمس ساعات؛ بيّنت لـ “أثر” أنه العمل الوحيد الذي تتقنه فهي غير متعلمة وتحتاج إلى مصروف شهري حتى تتمكن من الصرف على أبناءها، ولدى سؤالنا إذا كانت تسمع انتقادات قالت: “هذا شر لا بد منه واعتدت على سماع ذلك ولكن ليس باليد حيلة”.

إلا أن سهير فضلت العمل في أحد محال الألبسة كموظفة تعرض الملابس وتعيد ترتيبها وتمسح وتنظف المكان بعد خلوه من الزبائن وهكذا دواليك حتى الساعة الحادية عشرة ليلاً، وتصف عملها بأنه عمل شريف فهي تتقاضى أجرها كل شهر بتعبها وعرق جبهتها، معتبرة أن هذه المهنة أفضل من التسول.

وفي السياق نفسه، تساءل الخبير في الموارد البشرية، بأنه ما المشكلة إذا كان هناك عمل ليلي للمرأة؟، مضيفاً لـ “أثر” “هي في النهاية تسعى لتوفير احتياجات أسرتها طبعاً، وهذا أفضل من كونها تجلس من دون عمل وليس لديها من يلبي احتياجاتها.

وعن نظرة المجتمع قال: “الناس ليس لديها ما تتحدث به فكل شئ يحصل للتو فهو حديث الساعة أو كما يقال هو (الترند) لذلك من وجهة نظري فإن العمل ليس عيباً سواء كان ليلاً أو نهاراً طالما أنه يحقق الغاية ويلبي المتطلبات ضمن الحدود الأخلاقية والشرعية.

وبحسب الخبير في الموارد البشرية فإن نسبة النساء اللواتي يمارسن العمل ليلاً “أي اللواتي يعملن لما بعد الساعة 12 ليلاً” يقارب 17%، أما من يعملن بمهن مسائية لغاية الثامنة أو التاسعة فنسبتهن كبيرة جداً بحكم أن الوقت لا يزال مبكراً.

دينا عبد ـ دمشق

اقرأ أيضاً