أقدم الاحتلال الإسرائيلي أمس الثلاثاء على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، باستهداف مقر لحركة “حماس” في العاصمة اللبنانية بيروت، وبعد ساعات من هذه الحادثة أعلن جيش الاحتلال رفع حالة التأهب عند الحدود اللبنانية، وسط اهتمام التحليلات ومراكز الأبحاث “الإسرائيلية” والغربية بمرحلة ما بعد اغتيال العاروري، في الوقت الذي لم يعترف فيه الاحتلال الإسرائيلي رسمياً أنه هو المسؤول عن عملية الاغتيال هذه.
وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إلى أنه “عندما سُئل مارك ريجيف، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، في مقابلة مع قناة “إم إس إن بي سي” عن الاغتيال الإسرائيلي للعاروري، تلعثم تلعثماً كبيراً عندما أكد أن الضربة استهدفت فقط مسؤولي حماس، في محاولة واضحة لإقناع حزب الله بالحد من رده”.
وفي السياق نفسه، أفاد موقع “أكسيوس” الأمريكي بأنه “قال مسؤولون إسرائيليون إنهم يشعرون بالقلق من أن حزب الله سيصعد هجماته ضد إسرائيل ويطلق صواريخ بعيدة المدى موجهة بدقة بما في ذلك على المدن الكبرى مثل حيفا وتل أبيب. يمكن أن يؤدي مثل هذا الهجوم إلى رد فعل أقوى بكثير من جانب إسرائيل، والذي يمكن أن يتدهور بسرعة إلى حرب إقليمية”، مضيفاً أنه “قبل ضربة يوم الثلاثاء، كان من المقرر أن يسافر مبعوث بايدن عاموس هوشستين إلى إسرائيل في وقت لاحق من هذا الأسبوع لإجراء محادثات عن حل دبلوماسي يمكن أن يقلل التوترات عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية”، وخلص الموقع الأمريكي في مقاله أنه “مما لا شك فيه أن مقتل العاروري سيجعل مثل هذه المبادرة – أو أي مفاوضات تتعلق بحرب غزة – أكثر صعوبة”.
وفيما يتعلق بتحمل الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية هذا الاغتيال، نقل “أكسيوس” عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن “ضلوع إسرائيل في عملية اغتيال العاروري وخمسة آخرين بوساطة مسيّرة، لكنهما أكدا أن إسرائيل لم تخطر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مسبقاً بالهجوم”، بينما نقل “أكسيوس” عن مسؤول “إسرائيلي أن الاحتلال الإسرائيلي أبلغ “إدارة بايدن أثناء تنفيذ العملية، التي جرت في منطقة المشرفية في ضاحية بيروت الجنوبية”.
بدورها، نقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن محللين تأكيدهم أن “عواقب الاغتيالات غالباً ما تكون غير قابلة للتنبؤ بها، وإن وفاة أحد القادة قد تجبر المجموعة على تغيير استراتيجيتها، أو حتى التخلي عن العنف، ولكنها قد تؤدي بالقدر نفسه إلى صعود زعيم آخر أكثر تعنتاً”، ولفتت إلى أن “التداعيات الاستراتيجية لهذه العملية يمكن أن تكون كبيرة جداً، ومن المقرر أن يلقي نصر الله كلمة اليوم الأربعاء، وقد تعهد بالفعل أن أي اغتيال على الأراضي اللبنانية ضد لبناني سوري أو إيراني أو فلسطيني سيواجه برد حاسم”، موضحة أن “اغتيال العاروري قد يؤدي إلى خوض إسرائيل حرباً على جبهتين، وهو السيناريو الذي سعت في السابق إلى تجنبه”.
يشار إلى أن التقارير العبرية كانت تصف “العاروري” بأنه “كابوس إسرائيل” وتشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يؤكد أن “العاروري” كان من المخططين لعملية “طوفان الأقصى”، كما شارك في المفاوضات التي جرت مؤخراً والتي نتج عنها هدنة استمرت أياماً، وقال في كانون الأول إنه لن يُطلق سراح مزيد من الرهائن حتى يكون هناك وقف كامل لإطلاق النار، وقضى “العاروري” أكثر من عقد من عمره في سجون الاحتلال وتم الإفراج عنه عام 2007، وشارك في مفاوضات تبادل الأسرى التي جرت عام 2011 وتم إثرها الإفراج عن مسؤول حركة حماس يحيى السنوار.