أثر برس

العثور على “مسيرة انتحارية” غرب دير الزور.. المقاومة توسع مساحة العمليات

by Athr Press G

خاص || أثر برس  عثرت مجموعة من سكان قرية “الحصان” بريف دير الزور الغربي، على طائرة مسيرة انتحارية غير منفجرة في أرض زراعية شهدت اليوم انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم “داعش” بسيارة مدنية، وتبعد القرية المذكورة عن حقل كونيكو حوالي 35 كم من جهة الغرب.

وتشير التقديرات إلى أن الطائرة كانت في طريقها لضرب إحدى القواعد الأمريكية في المنطقة إلا أنها وقعت نتيجة خلل فني، ويأتي ذلك في ظل تزايد عمليات المقاومة العراقية واتساع رقعتها في الآونة الأخيرة ضد القوات الأمريكية.

وأكدت مصادر كردية لـ”أثر” أن العمليات التي استهدفت قواعد الاحتلال الأمريكي في كل من “تل بيدر – قسرك” في ريف الحسكة الشمالي، كانت الأكثر أثراً على القوات الأمريكية، إذ تعد هاتين القاعدتين من النقاط البعيدة عن الحدود العراقية بمسافة لا تقل عن 18-220 كم، كما أنها بعيدة بذات المسافة عن مناطق ريف دير الزور، إذ يؤكد الخبراء أن هذا يشير إلى أحد احتمالين، الأول بأن الخلية المنفذة للهجوم تسللت مع معداتها إلى منطقة قريبة من “تل بيدر – قسرك”، بمسافة تتراوح بين 60-75 كم لتنفذ العملية وتنسحب دون أن تتمكن القوات الأمريكية أو “قوات سوريا الديمقراطية_ قسد” من رصدها، أو أن الطائرات المسيرة التي استخدمت في الهجوم تمكنت من اجتياز مسافة 200 كم دون أن ترصد من قبل الدفاعات الجوية الأمريكية.

وفي حال إطلاق الطيران المسير من مسافة بعيدة، تقول المصادر إن هناك احتمالين للمسار، الأول من داخل الأراضي العراقية وبالتالي فإن الطيران المسير المنفذ للعمليات في تل بيدر وقسر تمكن من اجتياز أجهزة الرصد والدفاع الجوي في القواعد الأمريكية في كل من “المالكية – رميلان – هيمو”، أما في حال أن الإقلاع تم من مناطق غرب الفرات بريف دير الزور فإن ذلك يعني أن الطيران المسير حلق فوق منطقة جبل “عبد العزيز” بريف الحسكة الغربي، والتي تحتوي على نقطة استطلاع ورصد أمريكية داخل “قلعة سكرة”، وبالتالي فقد تمكن الطيران المسير من اجتياز أنظمة الأمن الأمريكية في أكثر من قاعدة منها “حقل العمر – الشدادي – جبل عبد العزيز”، وهذا يشير إلى تطور في استخدام الطيران المسير من قبل المقاومة العراقية.

ويقول مصدر عراقي في حديثه لـ “أثر برس” إن عمليات المقاومة ضد القوات الأمريكية ستزداد بشكل كبير، وتأخذ تواتر متصاعد خلال الأيام القادمة إذا ما استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومن غير المتوقع أن يرتبط وقف العمليات أو تخفيفها بإقرار هدنة في القطاع المحاصر، مشيراً إلى أن العمليات التي تشهدها مناطق سوريا والعراق تؤثر بشكل مباشر على القواعد الأمريكية، نافياً المعلومات التي تروجها قوات الاحتلال الأمريكي عن إسقاط طائرات مسيرة للمقاومة أو إحباط الهجمات التي تنفذ باستخدام الطيران المسير والرشقات الصاروخية.

وتنقل مصادر كردية عن قيادات “قسد”، مخاوف الأخيرة من تحول المقاومة العراقية إلى تنفيذ هجمات برّية على القوات الأمريكية، فمثل هذا الاحتمال سيعني دخول “قسد” في معركة لا تريدها بحكم أن استهداف نقاط “قسد”، سيكون ضرورة لتنفيذ أي هجوم بري على القوات الأمريكية، كما أن احتمال استهداف الدوريات الأمريكية البرية بالعبوات الناسفة والهجمات المباشرة، سيزيد الضغط الأمريكي على “قسد” في المستويين السياسي والعسكري لدفعها لتنفيذ حملات تفتيش أو الاشتباك مع أي قوة تشتبك مع القوات الأمريكية على خلفية ما يحدث في فلسطين، إذ سيضع مثل هذا الاحتمال قادة “قسد” في صورة الداعم للعمليات الإسرائيلية ضد قطاع غزة أمام الرأي العام السوري، وبالتالي المزيد من العزلة السياسية في الداخل السوري الأمر الذي لا تريده “قسد” في ظل الخناق الاقتصادي الذي تعاني منه، واستمرار فشلها في الحصول على مقعد مستقل أو ضمن مقاعد المعارضة في أي حوار سياسي يجري حول سوريا.

وارتفعت احتمالات تنفيذ عمليات برية ضد القوات الأمريكية مع إعلان وسائل إعلام عراقية عن استهداف دورية للقوات الأمريكية بالقرب من مدينة الموصل، إذ أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية في آخر بيان يتعلق بالأمر أن قواتها في سوريا والعراق تعرضت لـ 38 عملية، وأن حجم الخسائر البشرية وصل لـ 45 إصابة، فيما تؤكد المعلومات التي حصل عليها “أثر برس” من مصادر عراقية، أن تعداد الهجمات وصل إلى الآن لـ 46، استخدمت الرشقات الصاروخية في 8 منها، أما البقية فقد اعتمدت على الطيران المسير، حيث استخدمت المقاومة للآن 56 طائرة مسيرة انتحارية.

وتركز عمليات المقاومة العراقية على قواعد “المالكية – رميلان – قسرك – تل بيدر – الشدادي – حقل العمر – حقل كونيكو – التنف – الركبان”، في سوريا، وعلى قواعد “عين الأسد – الحرير – مطار أربيل”، في العراق.

اقرأ أيضاً