أنهى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، جولته إلى دول الخليج في ظل الحديث عن ضرورة دعم العملية السياسية في سورية، إضافة إلى الحديث عن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، خصوصاً بعد التطورات الميدانية والسياسية الأخيرة.
وحول ذلك تناولت عدة صحف المشهد حول هذه الجولة حيث قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية:
“روسيا تركّز نشاط مسؤوليها على ملف اللجنة الدستورية والضغط لحل أزمة مخيم الركبان، وحضرت تلك الملفات بقوة في جولة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الخليجية، حيث اجتمع مع وفد من هيئة التفاوض السورية المعارضة في الرياض، وفي مستهلّ اللقاء، أكد الوزير الروسي أن بلاده تتطلع إلى مساهمة ممثلي المعارضة في تشكيل اللجنة الدستورية خلال مهلة زمنية قصيرة، وإلى تحرّك المعارضين المسؤولين لحثّ المجتمع الدولي على مساعدة السوريين، بل عبر تهيئة الظروف لتوفير الخدمات الأساسية التي تسمح بعودة اللاجئين والمشرّدين”.
وجاء في “القدس العربي” اللندنية:
“يلوح أن وزير الخارجية الروسي لن يستطيع إقناع بعض الدول العربية في جولته الخليجية لإعادة فتح سفاراتها في سورية، لأن بعضها مُجبر على الامتثال لإملاءات أمريكية ترى أن الوقت غير ملائم الآن”.
من جهتها أشارت صحيفة “كومير سانت” الروسية إلى أنه ثمة مشاكل تعرقل زيارة محادثات لافروف مع المسؤولين الخليجيين، فجاء فيها:
“المشكلة التي لا تزال تخيم على العلاقات الروسية-الخليجية، هي تباين الرؤى حول مستقبل سورية، فمن ناحية لم تعد الدوحة والرياض تطالبان باستقالة للرئيس بشار الأسد، ولكنهما لا تزالان تعارضان عودة سورية إلى جامعة الدول العربية”، لافتة إلى أن ما تم الاتفاق عليه سابقاً في مجال التعاون بين دول الخليج وروسيا لم يتم تطبيق أياً منه.
زيارة لافروف إلى دول الخليج تتزامن مع عدة تطورات، أبرزها إعلان أمريكا أنها ستبقي جزء من قواتها في الشمال السوري، والحديث عن الضغوطات التي تمارسها واشنطن على الدول العربية لمنعهم من إعادة علاقتهم مع سورية، مهددة بفرض عقوبات عليهم، ما يشير إلى سهولة التحكم بالقرارات الخليجية، فلعله يتمكن لافروف من تذكير الدول الخليجية بحقيقة أنها دول مستقلة، ومن الضروري أن تكون أولويتهم هي إستقلالية قرارهم السياسي وليس تنفيذ الإملاءات الخارجية التي تُفرض عليهم.