أخذ نبأ إعادة فتح مطار الجرّاح بريف حلب الشرقي من قبل القوتين السورية والروسية، صداه في الأوساط السياسية العربية والغربية والعبرية، وذلك نتيجة عاملين اثنين، الأول: الموقع الاستراتيجي الذي يحتلّه المطار الذي يطل على الحدود السوري الشمالية، إلى جانب قربه من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية- قسد” المدعومة أمريكياً، أما العامل الثاني فتمثّل بالمنظومات الجوية التي نشرتها روسيا في هذا المطار.
في هذا الصدد لفت الخبير العسكري الروسي يوري ليامين، إلى أن “قاعدة الجراح الجوية السورية على الرغم من كونها صغيرة نسبياً، إلا أنها تحتل مكاناً مهماً، شرقي حلب الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية.
وأضاف أن “مطار الجرّاح يقع جنوب شرقي مدينة الباب التي تسيطر عليها فصائل أنقرة وجنوبي منبج، حيث ما زالت الفصائل الكردية موجودة، ما يتسبب باستياء شديد في تركيا”.
وحول القلق “الإسرائيلي” من فتح هذا المطار بين القوتين السورية والروسية، أشارت صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية إلى أنه “بعد أن كشف مسؤولو البلدين رسمياً النقاب عن المنشأة التي أعيد بناؤها في شمال الجمهورية العربية السورية، تحدثت منشورات عبرية عن قلق أجهزة الأمن الإسرائيلية، وبحسب استخبارات تل أبيب، يمكن أن تستخدم إيران هذه القاعدة” مضيفة أن “المسؤولين في إسرائيل، يقولون إن تركيز الدفاعات الجوية حول المطار يعني أن الجيش الإسرائيلي لن يكون قادراً بعد الآن على العمل بحريّة في هذه المناطق خوفاً من إصابة العتاد الروسي، وفي رأيهم، هذه القاعدة تخدم الإيرانيين، ويرون أن صلابة العلاقات الروسية- الإسرائيلية تمر الآن باختبار جديد”.
ولفتت تقارير عدة إلى أن إعادة فتح المطار العسكري من قبل روسيا وسوريا في هذه المنطقة وفي هذا التوقيت بالتحديد، يحمل مدلولات عسكرية متعددة خصوصاً أنه تم الإعلان عن افتتاحه عبر بيان صادر عن الدفاع الروسية، وفي هذا الصدد أكد المحلل السياسي كمال الجفا، في حديث لـ”أثر” أن أول الجهات المتضررة من فتح هذا المطار هي الولايات المتحدة الأمريكية، وأشارت تقارير إلى أن هذا المطار يُعتبر قاعدة انطلاق متقدمة وقريبة من مناطق التحالف الدولي بقيادة واشنطن، كما لفت حساب “SAM” المختص برصد الضربات الجوية في “تويتر” إلى أن الأنظمة الجوية التي نشرتها روسيا ستعزز قدرة الدفاع الجوي السوري لمواجهة الغارات “الإسرائيلية”.
يشار إلى أن مطار الجرّاح يعد ثاني أكبر مطار عسكري بريف حلب، بعد مطار كويرس، ويقع بريف حلب الشرقي، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عند افتتاحه أنه تم نشر منظومات دفاع جوي من طراز “بوك إم 2 إي” و”بانتسير إس1″ الروسية فيه.