خاص || أثر برس مع اقتراب فصل الشتاء تتهيأ الأسر لتحضير السجاد والتأكد من سلامته؛ بوقت ينوي البعض تجديده بحكم مرور سنوات طويلة على استخدامه واستهلاكه إلا أنهم يتفاجؤون كل عام بحمى الأسعار التي لم تعد تناسب أي شخص مهما كان دخله.
وفي جولة لمراسلة “أثر” على محال السجاد في دمشق، تبين أن سعر متر السجاد يبدأ من 500 ألف ليرة ويرتفع أكثر تبعاً للجودة حيث يختلف سعر المتر تبعاً لنوع الخيط ومصدره، بينما كان سعر المتر في العام الماضي يبدأ من 100 ألف ليرة للنوعية الأقل من الوسط و150 ألف ليرة للوسط، أي ارتفع سعره بنحو 4 أضعاف.
ووصل سعر متر السجاد للنوعيات الجيدة إلى نصف مليون ليرة وقد يرتفع أكثر تبعاً للمصدر والجودة بحسب أبو عدنان (تاجر سجاد) حيث يبين لـ”أثر” أن سعر متر السجاد لم يتجاوز العام الماضي الـ250 ألف ليرة.
في حين تراوح سعر متر الموكيت هذا العام بين 200 – 250 ألف ليرة، بعد أن سجل العام الماضي 60 -100 ألف ليرة تبعاً للجودة وكان إقبال الناس عليه بنسبة 70% لأنهم وجدوه بديلاً عن السجاد ويناسب دخلهم في حال كان بالتقسيط المريح، بحسب “أبو عدنان”.
فيما يصف “أبو زياد” صاحب محل لبيع السجاد في دمشق، الأسعار المذكورة حالياً بأنها غير ثابتة بل سترتفع أكثر من 35% مع دخول فصل الشتاء وعرض موديلات جديدة وألوان جميلة، مشيراً إلى أنه رغم العروض التي يعلنون عنها إلا أن الاقبال على شراء السجاد يكاد يكون معدوماً قياساً بالسنوات السابقة.
المستعمل أو الموكيت:
والبعض لا يجد ضالته إلا بشراء المستعمل كما فعلت أريج ( ربة منزل) والتي قررت أن تشتري سجادة مستعملة حجزتها عبر إحدى صفحات التواصل الاجتماعي، بسعر مناسب لدخلها الذي تحصل عليه حيث اشترتها بسعر 400 ألف.
وتشير خلال حديثها مع “أثر” إلى أنها كانت تبحث صدفه عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن محل لبيع السجاد لتشتري منه بالتقسيط إلا أنها وجدت طلبها وحجزت على الفور السجادة وتصفها بأنها جديدة وبحالة جيدة، وأصحابها يبيعون مفروشاتهم بداعي السفر لذلك اشترتها على الفور.
أما رحاب فقد اضطرت أن تشتري الموكيت المستعمل من إحدى السيدات التي عرضت غرفة نوم ابنها للبيع، مشيرة إلى أنها ستقوم بتجديد الغرفة من حيث الألوان فاختارت شراء الموكيت بـ 200 ألف، مشيرة إلى أنه الخيار الوحيد في ظل ارتفاع الأسعار.
“أسعار السجاد المستعمل كانت أقل بكثير من السوق حيث تعرض السجادة المستعملة قياس 9 أمتار بسعر 500 ألف وقد يرتفع في أحسن الأحوال إلى 700 ألف إذا كانت بحالة ممتازة؛ في حين تعرض السجادة الستاوية بـ 350 ألف ليرة”، بحسب ما تحدث به أحد تجار السجاد المستعمل لـ”أثر”.
بدوره، بين مصدر في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق لـ”أثر” أن السجاد يعتبر محرراً، أي أنه لا يخضع لتسعيرة محددة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لأن المصنوعات محلية لذا فهو يخضع لإعداد بيان كلفة يُقدم إلى المديرية في المحافظة التي يتبع لها المنتج ليجري تدقيقه من قبل دائرة الأسعار واعتماده ليكون حجة على المنتجين والبائعين حتى يبيعوا بسعر نظامي.
وأضاف، عندما ترد شكاوى من أحد الأشخاص إلى الوزارة حول ارتفاع الأسعار مثلاً تقوم الأخيرة بتحويلها إلى مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك ليتم تدقيق الشكاوى ومقارنتها مع بيانات الكلفة لكشف حالات التلاعب بالأسعار.
يذكر أن سعر متر السجاد في معامل الشركة العامة للسـجاد والصوف العام الماضي كان يبدأ من 72 ألف ليرةً، وفي عام 2021 كان بـ 55 ألف ليرة.
دينا عبد – دمشق