نشرت صحيفة الغارديان البريطانية مقالاً للكاتبة “كاثرين فيليب” تتحدث فيه عن أخطاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان منذ تعيينه في هذا المنصب.
وجاء في المقال:
حتى قبل مقتل جمال خاشقجي في إسطنبول، كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يواجه المتاعب في الداخل، حيث أن توليه ولاية العهد أخل بتسلسل الخلافة في المملكة، وجاءت على حساب عمه، الأمير محمد بن نايف، الذي يقبع الآن رهن الإقامة الجبرية كما جمدت أرصدته.
وترك الملك سلمان بن عبد العزيز إدارة شؤون البلاد لابنه الأمير الشاب الذي انطلق ليترك بصمته على البلاد، متخلياً عن الأسلوب التقليدي في إدارتها.
وعند إضافة منصب وزير الدفاع إلى السيرة الذاتية لولي العهد، زج بالسعودية في حرب طاحنة في اليمن تستنزف أموال المملكة وتضر بمكانتها كما تضر بسمعة الدول الغربية ودول الخليج التي تؤيدها.
وكان محمد بن سلمان، أيضاً، وراء قرار حصار قطر، وهو إجراء يُنظر إليه بصورة متزايدة على أنه قرار خاطئ، وجاءت الإصلاحات التي يباهي بها، مثل السماح للنساء بقيادة السيارة، لكنها تزامنت مع حملة على الناشطين الإنسانيين في البلاد، ومن بينهن الناشطات اللاتي كن يطالبن بالسماح للمرأة بقيادة السيارة.
إن أكثر ما أضر بسمعة ولي العهد السعودي كان احتجازه لعدد من الأمراء ورجال الأعمال في فندق بالرياض وتخويفهم للحصول على عشرات الملايين من الدولارات.
كما أن ولي العهد أصبح على دراية بالنقمة والغضب المتزايدين ضده في أروقة بيت آل سعود، حيث يشاع أنه يمضي ليله في يخته الفاخر خوفاً من الاغتيال.
ومع تفاقم أزمة اختفاء خاشقجي، أرسل الملك سلمان الأمير خالد الفيصل، أحد أمراء الحرس القديم، إلى إسطنبول في مهمة خاصة للحد الخسائر، ونظر الكثيرون إلى ذلك على أنه محاولة لرد الاعتبار للجيل الأكبر سناً، ولكن الملك عاد وتسلم عملية إعادة هيكلة أجهزة الاستخبارات لولي العهد الشاب.
إن مصير خاشقجي هو تذكرة مخيفة لتبعات معارضة ولي العهد، حيث أن الملك سلمان هو الوحيد الذي يمتلك السلطة على تقليم أظافر الأمير الشاب، ولكنه من غير المرجح أن يقوم بذلك.