أثر برس

“الغارديان” عن الاحتجـ.ـاجات في إيران: يبدو أننا نفضل دوماً تصديق ما نريد أن يكون صحيحاً

by Athr Press Z

مرت نحو عشرة أيام على المظاهرات في إيران، بعد وفاة الشابة مهسا أميني، وبعيداً عن البحث في سبب الوفاة وحقيقة الروايات المتداولة عنه، انتقلت الحادثة إلى صدارة الأخبار الدولية المنتشرة في وسائل الإعلام، وبات كل طرف يحاول استغلال ما يجري لخدمة سياساته وتوجهاته.

صحيفة “الغارديان” البريطانية نشرت مقالاً ناقشت فيه الصور والفيديوهات المتداولة عن هذه المظاهرات في مواقع التواصل الاجتماعي، أفادت خلاله بأن:
“قد تقودنا الصور القوية والمثيرة للإعجاب بالنسبة لبعض الأطراف والتي تنتشر على خلاصاتنا في منصات فيسبوك وتويتر، والتي يتم إعادة إنتاجها بواسطة وسائل الإعلام الرئيسية، إلى الاعتقاد بأنها على صواب، لكن ما نراه بعيد كل البعد عن أن يكون صورة كاملة للأحداث، وبعد عقد أو نحو ذلك من التعرض لتأثير تكنولوجيا الوسائط المعاصرة رأينا مراراً وتكراراً كيف يمكن بث مقطع واحد تم تحميله من الهاتف المحمول للفرد إلى مئات الملايين بوسائل التواصل الاجتماعي، ثم تضخيمه تضخيماً أكبر بواسطة وسائل الإعلام الرئيسية، نرى شيئاً ما يحدث في شارع واحد في بلدة واحدة في مقاطعة واحدة، ولكن هذا لا يمثل دائماً الأحداث في جميع أنحاء بلد شاسع ومكتظ بالسكان، سيسعى الصحافيون والخبراء الأكاديميون ومحللو الاستخبارات الحكومية إلى استكمال الأدلة المرئية غير الكافية، لكن استنتاجاتهم غالباً ما يكون لها تأثير ضئيل مقارنة بالصور الانفعالية، يعرف السياسيون الشعبويون ذلك، وكذلك يفعل الإرهابيون من كل أيديولوجيا وعقيدة، يبدو أننا نفضل دوماً تصديق ما نريد أن يكون صحيحاً”.

وفي هذا السياق، نشرت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية مقالاً أشارت فيه إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمام فرصة ذهبية، قالت فيه: “إن المظاهرات في إيران تشكل تحدياً كبيراً للرئيس الأمريكي جو بايدن”، مشيرة إلى أنه وسط عمليات ضبط هذه المظاهرات من المتوقع أن تنتهي.

الأمر ذاته الذي أشار إليه الصحافي كمال خلف في مقال نشرته صحيفة “رأي اليوم” اللندنية، إذ قال: “التظاهرات التي تشهدها بعض المدن الإيرانية تنظر إليها الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب وآخرون على أنها فرصة نادرة لتقويض نظام الجمهورية الإسلامية، ويطلقون الرهانات على اتساعها لتأزيم الوضع الداخلي في البلاد، وإرباك النظام السياسي، وفتح باب لتدخل دولي لاحقاً”، مضيفاً أن “هذه التظاهرات قد تكون بنظرة عامة ورقة ضغط أمريكية وفق ما تملكه استخباراتها مع شركائها من أدوات محدودة في الداخل، وشكل من أشكال الرد الغربي على عدم انصياع إيران للإدارة الأمريكية والتوقيع على الاتفاق النووي بشروط أمريكية، خاصة ما سبقها من إطلاق شائعات عن صحة المرشد الإيراني السيد علي خامنئي، وهو ما يثير الشك والريبة في هذا التوقيت”.

وسائل الإعلام العبرية أشارت في تقاريرها عن هذه المظاهرات إلى أن هذه التوترات ستوجه السياسة الإيرانية إلى الداخل بعيداً عن الخارج، إذ تتزامن هذه المظاهرات في الداخل الإيراني مع تطورات عدة تطرأ على الساحة الدولية وتشهد إيران فيها حضوراً رئيسياً كمباحثات الاتفاق النووي، وتنامي الحلف الإيراني-الروسي-الصيني بوجه الولايات المتحدة الأمريكية.

أثر برس 

اقرأ أيضاً