نشرت صحيفة “الغارديان” تحليل لثلاثة من صحفييها ومراسليها توصلت فيه إلى أن الاقتراح التركي – الأمريكي بشأن إنشاء ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة” في الأجزاء التي يسيطر عليها الأكراد في شرق الفرات السوري ربما يكون محض تمني.
وتناول التحليل الاتفاق، الذي تحدثت تقارير عنه مؤخراً، بين تركيا والولايات المتحدة بشأن إنشاء ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة” والذي تشترك قوات تركية وأمريكية في إدارتها، ويلفت الكتاب النظر إلى عدم توفر تفاصيل محددة بشأن “الطريق الذي ربما يسلكه” هذا المشروع.
ويشير التحليل إلى “تعقد الموقف” بسبب الأخبار الأخيرة التي تتحدث عن تجدد القتال حول المناطق التي لا تزال تسيطر عليها “جبهة النصرة” والفصائل المسلحة الموالية لها في إدلب.
ويشير التحليل إلى أن هذه المخاوف تتزامن مع مخاوف مماثلة من تدهور الموقف في إدلب مع إعلان دمشق رفضها القوي للمشروع الأمريكي التركي، وتحميلها الأكراد المسؤولية عن مشروع “المنطقة الآمنة” لأنهم عبروا عن ترحيب حذر به.
ويقول تحليل “الغارديان” إن عدم وضوح المقترح التركي – الأمريكي أدى إلى أن يدعي بعض المراقبين أن الولايات المتحدة تشتري الوقت في ظل علاقاتها المترنحة من أكراد المنطقة، وينقل الكتاب عن مسؤول أمريكي سابق قوله إن ما حدث “هو بشكل أساسي اتفاق على استمرار التباحث، وهذا أمر جيد”، ويضيف المسؤول “مع عدم وجود التزام من جانب ترامب تجاه سورية، وتخفيض قواتنا الآن إلى الحد الأدنى، فإن ما يمكننا فعله لدعم منطقة آمنة هو حقا قليل”.
وتدعي تركيا أن أحد أهدافها من مشروع ما يسمى بـ”المنطقة الآمنة” هو المساعدة على عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، غير أن تحليل “الغارديان” ينقل عن، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد بحوث السياسة الخارجية في فلادليفيا، قوله إن “وقوع انتهاكات محتملة للقانون الدولي يمكن أن يعرقل تنفيذ أي عمليات لإجبار اللاجئين على العودة بالقوة”.
ويرى مراقبون بأن تركيا تسعى من خلال مشروع ما يسمى بـ” المنطقة الآمنة” إلى وصل المناطق التي سيطرت عليها في عفرين وشمال حلب مع مناطق في شرق الفرات السوري بهدف استكمال مشروعها التوسعي داخل الأراضي السورية.