نشرت صحيفة “الغارديان” تقريراً تحليلياً بعنوان “الهجمات على المنشآت النفطية السعودية تسلط الضوء على أكاذيب وحقائق الجغرافيا السياسية”.
ويمهد تقرير “الغارديان” بأن الحقيقة وبكل أسف هي أول ضحايا زمن الحرب بل وأول ضحايا زمن الإعداد للحرب.
ويشير التقرير إلى أن “الشرق الأوسط يجد نفسه في لحظة غريبة وغير معتادة فهناك تطور وقع وشاهد الجميع آثاره ثم تقدم منفذه واعترف بها موضحاً نوع السلاح المستخدم ومقدماً الأدلة الكاملة، لكن المجني عليه يرفض هذا الاعتراف ويتهم طرفا ثالثاً بالاستهداف“.
ويوضح التقرير أن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي حاول كثيراً على متن الطائرة التي أقلته إلى السعودية الثلاثاء الماضي أن يقنع الصحفيين بأن “أنصار الله” لا يمكنهم أن ينفذوا أو يمتلكوا الوسائل الكافية لتنفيذ الهجوم كما يدعون.
ويشير التقرير إلى أن بومبيو في الوقت الذي كان يتهم فيه “أنصار الله” بالكذب لم يلحظ “أن رئيسه يكذب بشكل مفضوح، وبشكل يومي بل وفي الحقيقة فإن دونالد ترامب الذي أصبح البحث عن الحقيقة مهمة جانبية بالنسبة له قد أدلى خلال 928 يوماً في الحكم بنحو 1201 كذبة أو ادعاء مخادع حسب موقع تقصي الحقائق التابع لجريدة واشنطن بوست”.
وينوه التقرير التحليلي إلى أن “أي شخص تابع تصريحات المسؤولين السعوديين خلال الأيام السبعة عشر التي أنكروا فيها معرفة أي شيء عن الصحفي جمال خاشقجي بعدما قتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول يعرف أن المسؤولين السعودية اشتهروا بالكذب أو على الأقل يسمحون لأنفسهم بالتعرض للخداع في مسائل تتعلق بالمصالح القومية”.
ويختم التقرير بنتيجة مفادها أنه في الفترة القادمة وبدون شك سيتم استخدام الكثير من وسائل الخداع لإقناع العقلية الغربية بأن إيران شنت هجوماً عسكرياً على السعودية، موضحاً أنه في “عصر الإعلام الحديث والذي أصبح كل شيء فيه عرضة للتكذيب والاستقصاء سيتحتم على الساسة أن يعملوا بجد أكبر لإقناع قاعدتهم الانتخابية بصدق كلامهم خاصة عندما يسعون للتمهيد لعمل عسكري”.