أثر برس

الغاية تبرر الوسيلة.. لهذا السبب تستقطب السعودية نجوم الرياضة في العالم

by Athr Press M

يبدو أن السعودية عازمة وبقوة على الخروج من قوقعة التشدد التي وضعت نفسها فيها، ما سبب ذلك لها من انتقادات واسعة من معظم الدول الغربية التي طالبتها مراراً وتكراراً بالتحرر من القوانين التي تحد كثيراً من حرية المواطن لديها، ما تلا ذلك من أحداث تم فيها توجيه أصابع الاتهام لمسؤولين كبار في المملكة.

وجد الأمراء فيها أن الرياضة أفضل وسيلة لتغيير نظرة الآخرين لها فعزمت على الخروج من تلك القوقعة بسرعة.

ويبدو أن النجاح الذي حققته قطر في تنظيم كأس العالم وهي الدولة التي لا تبلغ مساحتها مساحة أصغر المدن السعودية، قد جعل الغيرة تدب في السعوديين الذين يملكون منشآت أفضل من تلك الموجودة في قطر بالإضافة إلى ما تملكه من مقومات أخرى منها بشرية واقتصادية؛ فقرروا تقديم بلادهم بأجمل صورة ممكنة في سعيهم لتطوير رياضتهم ودخول مسابقة تنظيم كأس العالم من أقوى وأوسع أبوابها.

فبعد أن كانت قيادة السيارات محرمة على النساء عندهم وجدنا المرأة السعودية تقفز فجأة على الحواجز لدرجة أن السيدة حنان القرشي تولت رئاسة نادي (وج) الرياضي لتصبح أول امرأة خليجية وثاني امرأة عربية تفعل ذلك، (سبقتها السيدة فيروز خيربيك التي ترأست نادي جبلة في سوريا) وكان ذلك دلالة واضحة على أن التغيير قد بدأ بالفعل.

خطة مدعومة وممولة:

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن وضع السعودية خطة مدعومة من أعلى المستويات في البلاد وممولة من صندوق الثروة السيادية، لتحويل الدوري المحلي لكرة القدم إلى وجهة لأفضل المواهب الكروية في العالم.

وقالت الصحيفة إن السعودية تسعى إلى جذب بعض أشهر لاعبي كرة القدم في العالم للانضمام إلى كريستيانو رونالدو الذي يلعب في دوريها الوطني.

وأضافت أن قوائم بأسماء اللاعبين المستهدفين وضعت بالفعل، وجرى أيضاً تأمين التمويل اللازم لذلك.

ولتحقيق ذلك، تشير الصحيفة إلى أن الأندية السعودية تتواصل بالفعل مع اللاعبين الذين يتقبلون فكرة الانتقال إلى المملكة بعرض عليهم رواتب سنوية هي الأعلى في تاريخ الرياضة.

وبينت أن مثل صفقات كهذه تتطلب أكثر من مليار دولار لأجور نحو 20 لاعبا أجنبياً.

نجاح الخطة:

وبدأت الخطة بالنجاح فبعد أن تعاقد نادي النصر مع البرتغالي كريستيانو رونالدو تعاقد نادي الاتحاد مع اللاعب الفرنسي كريم بن زيما وتستمر المفاوضات بين أندية أخرى ولاعبين كبار كالإسباني راموس، والجزائري رياض بن محرز، والفرنسي نغولو كانتي، والألماني رويس، والكرواتي مودريتش وغيرهم لضمهم إلى صفوفها.

واستضافت المملكة أيضاً بطولات عربية في كرة القدم وبطولات السوبر الإيطالي والإسباني بالإضافة إلى أقوى المنتخبات العالمية في اللعبة الذين واجهوا منتخبها.

وفي صعيد الألعاب الأخرى استضافت المملكة بطولات عالمية في سباق السيارات والمصارعة الحرة والدراجات وألعاب الكرات.

ولي العهد يطلق مشروع استثمار وتخصيص الأندية

أطلق ولي العهد السعودي مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية في المملكة، ويهدف المشروع بالمرتبة الأولى إلى تطوير كرة القدم في المملكة عموماً، ومنافساتها في البلاد والوصول بالدوري المحلي إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم.

ويستهدف المشروع في مرحلته الأولى “بناء قطاع رياضي فعال، بتحفيز القطاع الخاص وتمكينه للمساهمة في تنمية القطاع الرياضي، بما يحقق التميز المنشود للمنتخبات الوطنية والأندية الرياضية والممارسين في الأصعدة كافة”.

ويعمل المشروع وفق مسارين رئيسين:

الأول: الموافقة على استثمار شركات كبرى وجهات تطوير تنموية في أندية رياضية، مقابل نقل ملكية الأندية إليها، وطرح عدد من الأندية الرياضية للتخصيص بدءاً من الربع الأخير من عام 2023.

وثانياً: إيجاد فرص نوعية وبيئة جاذبة للاستثمار في القطاع الرياضي لتحقيق اقتصادٍ رياضي مستدام، ورفع مستوى الاحترافية للأندية والحوكمة الإدارية والمالية، إضافة إلى رفع مستوى الأندية وتطوير بنيتها التحتية”.

إذاً هناك مكاسب أخرى غير المكاسب السياسية حققتها وتحققها السعودية بالرياضة منها تطوير الدوريات لديها ليؤثر ذلك إيجاباً في المنتخبات.

علماً أن الدوري السعودي لكرة القدم مصنف حالياً في المركز  27 على مستوى العالم والأول آسيوياً  والثاني عربياً خلف المصري ناهيكم عن تطوير المنشآت والبنى التحتية في الطريق نحو تنظيم كأس العالم لتحذو حذو قطر وتحقق نجاحاً أكبر مما حققته جارتها.

 

محسن عمران || أثر سبورت

اقرأ أيضاً