أثر برس

“حشوة الأسنان بـ 5 آلاف فقط”.. أهالي دير الزور يلجؤون لـ “الغجر” بالعلاجات السنيّة

by Athr Press G

خاص || أثر برس لم يكن اللجوء لـ “الغجر” بالعلاجات السنيّة وما يتصل بها من تنظيف وتركيب جديد في دير الزور، فالأمر كان سائداً في سنوات ماضية بزخم، غير أنه انحسر مع ازدياد وعي الناس، ناهيك عن الوضع المعيشي الجيد الذي جعلهم يلجؤون للأطباء، وتعد تلك الفترة وما قبل مرحلة ازدهار لممتهني هذا العمل من “الغجر”، ولم تقتصر على دير الزور فقط، بل أيضاً في محافظات أخرى، سيما الحسكة والرقة وحلب، إن لم نقل سواها كذلك.

لوحظ ما بعد سيطرة الدولة السوريّة على دير الزور في عام 2018، عودة تدريجية لظاهرة عمل “الغجر” ممن ينشطون في المعالجات السنيّة، التي اختفت خلال فترة سيطرة تنظيم “داعش”.

عدد من الشبان يجوبون قرى وبلدات المحافظة حاملين حقائبهم التي تضم ما يحتاجونه في عملهم، وبحسب حديث أحدهم لـ “أثر”، تصل كلفة تركيب السن الواحد من الخزف إلى 65 ألفاً ليرة، والتركيب لمختلف الأنواع يتدرج حتى يصل إلى الحشوة فقط بسعر 5 آلاف ليرة، مؤكداً أن كثير من الأهالي يلجؤون لذلك نتيجة ارتفاع أسعار معالجة الأسنان، مضيفاً: “نقصد المنازل حسب الطلب، ولا نمارس عملنا في الأماكن العامة”.

أحد الأهالي ممن قام بتركيب عدة أسنان نبه من عملهم من خلال تجربة له يقول عنها لـ”أثر”: “ما إن ركبت أحد الأسنان إلا وسقط مجدداً، فتوجهت إثر ذلك إلى أحد الأطباء من أهل الاختصاص”، فيما أكد آخر أن غلاء المعالجات السنيّة وما يتعلق بها من تركيب وقلع وتنظيف.. إلخ، يدفع الناس بالتوجه لهؤلاء الأشخاص، إذ أن تركيب ثلاثة أسنان كلفتها 350 ألفاً ليرة، كاشفاً عن تفاوت في الأسعار بين طبيب وآخر، الأمر الذي ربطه طبيب الأسنان عبد المنعم الحميد بأن لا تسعيرة محددة رسمياً لعملهم بل يلحظون هنا المستوى المادي للمريض، والأسعار تتناسب مع مستلزمات عملهم.

ويضيف الطبيب بحديثه مع “أثر”: “يتراوح مثلاً قلع السن بين 10 – 15 ألفاً ليرة، وللحشوة مع تلبيسة وسحب عصب 35 – 50 ألفاً، في حين تزيد عند أطباء آخرين  أما ما يخص تركيب الأسنان فهو يتبع لنوعيته  فسن الخزف الكامل يتراوح بين 100 – 125 ألفاً ليرة، والسن بوجه خزف فقط بين 60 – 70 ألفاً، وسن الكروم 35 – 40 ألفاً ليرة.

وعزا الطبيب “خليل الحاضر” ارتفاع المعالجات السنيّة وما يتعلق بها لما يحتاجه عملها من مستلزمات تكون كلفتها عالية، فأثناء العمل يحتاج كفوفاً طبية يصل سعر الواحد منها إلى 1500 ليرة، كذلك “سنبلة الحفر” سعرها 3500 ليرة، رأس وإبرة التخدير 2000 ليرة ولمرة واحدة، ضماد وحشوات مؤقتة كل جلسة 4 -5 آلاف ليرة، فيما للجلسة النهائية من 10 -15 ألفاً ليرة حسب النوعية، مضيفاً: “لو توسعنا أكثر فإن ما نتقاضاه من أجرة لا يُعد مُجزياً في ظل هذا الواقع المعيشي الصعب”.

ولفت “الحاضر” إلى مخاطر كثيرة في عمل “الغجر” لجهة التعقيم والمواد المستخدمة للتركيب والحشوات، حيث أسعارها رخيصة وغير معلومة المصدر، وغالباً ما يراجعنا مرضى يشكون آثار تلك الأعمال.

من جانبه، أشار نقيب أطباء الأسنان في دير الزور الدكتور أيمن حيزة لـ”أثر ” إلى أن ما يقوم به هؤلاء تقع على عاتق مديرية الصحة، وبالعموم لابد من أن يعي المريض أن ما يوفره باللجوء لهؤلاء يدفعه مضاعفاً عند لجوئه للطبيب، بالنظر لما تسببوا به من أذى وأضرار.

فيما أكدت مصادر بصحة دير الزور لـ”أثر” أن هؤلاء يلاحقون إن مارسوا ذلك في الأماكن العامة، ولا يُمكن ملاحقتهم في المنازل، وهكذا ممارسات ممنوعة بالقانون.

عثمان الخلف – دير الزور

اقرأ أيضاً