خاص || أثر برس أرخت الظروف المعيشية الصعبة بظلالها على الوضع الغذائي لكثير من العائلات ما أدى بشكل أو بآخر لازدياد حالات سوء التغذية وفقر الدم لدى الأطفال.
يقول “بهاء” طفل يبيع الخبز لـ”أثر” إنه يجاهد يومياً في بيع الخبز لتأمين حاجيات عائلته وأنهم يعتمدون بشكل كبير على الخبز واللبن بطعامهم، مبيناً أنهم يتناولون وجبة واحدة في اليوم بحسب ما يتوفر لديهم.
كما أَوضحت إحدى المتسولات في دمشق لـ”أثر” أن طفلتها تعاني من فقر دم ونقص في الفيتامينات، وليس هناك وسيلة لتغذيتها سوى عن الرضاعة، نظراً لسوء الوضع المعيشي كما ليس بإمكانها شراء الحليب الصناعي لارتفاع سعره.
وأضافت “أم صفوان” موظفة في القطاع العام لـ”أثر” إن الواقع المعيشي فرض عليها العمل في عملين لتأمين الطعام لأطفالها ومع ذلك لا تستطيع شراء المواد الغذائية المهمة لأطفالها مثل (اللحمة، البيض، الحليب، الدجاج) ما أدى لإصابة ابنها بفقر دم ونقص في الحديد والفيتامينات.
تضاعف حالات سوء التغذية وفقر الدم
في هذا السياق، أكد رئيس قسم الأطفال في مشفى المجتهد الدكتور قصي الزير خلال حديثه لـ”أثر” أن “الحرب الاقتصادية والحصار على سوريا أثرا على جميع المستويات العمرية وخاصة الأطفال وازدادت حالات سوء التغذية وفقر الدم لديهم بشكل مضاعف في المحافظات كافة وأكثرها انتشاراً في المحافظات الشرقية (دير الزور، الحسكة، الرقة) بسبب الإهمال الصحي المتواجد فيها”.
وأضاف أن “الغلاء المعيشي في ريف دمشق كان له دور كبير بسوء التغذية عند الأطفال، وهناك أطفال سريعي النمو ويعانون من عوز في الحديد والفيتامينات مثل فيتامين B12، وهنا يكمن دور الأطباء الفعال في مراقبة حالة الأطفال من عمر 6 أشهر وتقديم ما يلزمهم من فيتامينات والعناية بالغذاء الصحي والسليم بالإضافة للرضاعة، وفي بعض الأحيان يكون حليب الأم أفقر من الحليب المساعد لأن الحليب المساعد مُضاف عليه شاردة الحديد المهمة للطفل”.
وتابع الزير أن “هناك برنامج للعناية بالأطفال المصابين بسوء التغذية الشديدة وتتم متابعته مع وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لتحسين حالة الطفل وتقديم له بعض الأغذية الأساسية المواد الطبية”، مشيراً إلى أنهم يقومون بالإجراءات اللازمة تجاه كل طفل حسب حالته المرضية أي يتم تحديد سبب فقر الدم هل هو مرض مبطن أم بسبب سوء التغذية وبعدها تبدأ رحلة العلاج.
من جهتها، أشارت طبيبة الأطفال د.منى قواريط بحديثها مع “أثر” إلى وجود فريق عمل كامل لتقدير حالات سوء التغذية قائم في سوريا ومتابع من قبل منظمة الصحة العالمية، ويملك مواد غذائية خاصة لسوء التغذية الخفيف والمتوسط والشديد ويقدمونها لعيادة المشفى، وهي تساهم بمساعدة هؤلاء الأطفال سواء في العاصمة دمشق أم في باقي المحافظات.
كما أكدت وجود زيادة في عدد الحالات بالآونة الأخيرة بعد تردي الأوضاع الاقتصادية، وعدم تغذية الأمهات الحوامل والرضع وبالتالي هذا حتما سيؤثر على صحة الجنين ونموه، منوهة إلى أن الأسرة غير قادرة على تأمين المواد الغذائية الأساسية وهذا يؤدي إلى تضعضع الهرم العائلي ككل.
وبيّنت قواريط أنه “يوجد حالات لدى أطفال أعمارهم بين 5 – 6 سنوات على حافة سوء التغذية أي لم يصلوا بعد لفقر الدم لكنهم لم يحصلوا على الغذاء الصحي المناسب ما يؤدي إلى تراجعهم في الأداء الدراسي، ومن الممكن أن يؤدي إلى حالات اكتئاب وانطواء لديهم بسبب نقص الفيتامين والحديد والزنك”.
الجدير بالذكر أن ارتفاع سعر الحليب والبيض واللحوم منع الأهالي من الحصول على الأغذية الصحية والسليمة لبناء صحة أبنائهم، علماً أن المستوصفات والمشافي تحتوي على عيادة تغذية وصيدلية لتقديم بعض الأغذية والمواد الطبية اللازمة للأسرة السورية.
ولاء سبع – دمشق وريفها