استحوذ مشهد الاقتتال بين فصائل المعارضة على الساحة الميدانية في الغوطة الشرقية بريف دمشق منذ فترة، ولم يصمد أي اتفاق للتهدئة، لتبدأ منذ حين حركة اغتيالات واسعة لقياديين في تلك الفصائل، كـ”جيش الإسلام” و”جبهة النصرة” المعروفة أيضاً بـ”هيئة تحرير الشام”.
وبدأت حوادث التصفية فجر الاثنين، باغتيال “الحريري” الملقب بـ “أبو عبد الله الحسيني”، لدى مروره على طريق فرعي في النشابية على دراجة نارية، بينما أصيب نائبه “أبو طلال المسالمة”، إصابات بليغة، وفق مصادر معارضة.
ووجه “جيش الإسلام” اتهاماتٍ لفصيل “فيلق الرحمن” بالضلوع في حادثة اغتيال “الحريري”، مشيراً إلى أن اغتياله جاء بعد هجومٍ عنيف على مواقعه في بلدات “الأشعري والأفتريس والمحمدية”، من قبل “فيلق الرحمن” وفلول “جبهة النصرة”.
وذكر “الجيش” أن “الحريري” المُنحدر من درعا، كان يتفقد المقاتلين على جبهة “النشابية”، مؤكداً إصابة نائبه “المسالمة”، وتوعّد ما أسماهم بـ”الشرذمة ومن وقف معها من أهل الدناءة ونقض العهود، بردّ حازم يذكرونه في أيامهم ويعرفونه في حوادثهم”.
وعقب اغتيال الحريري، اتهم رئيس المكتب السياسي في “جيش الإسلام”، “محمد علوش”، بشكل غير مباشر، قائد “فيلق الرحمن” النقيب “عبد الناصر شمير” بـ”العمالة للجولاني”.
من جهة ثانية، قال الناطق الرسمي باسم “فيلق الرحمن”، “وائل علوان”: “الفيلق تلقى بشكل مفاجئ نبأ اغتيال القائد “أبي عبد الله الحسيني”، في منطقة تقع تحت سيطرة “جيش الإسلام” بالكامل”.
وأضاف: “إن الهجوم الذي بدأته معرّفات “جيش الإسلام” وقادته وشرعيوه لاتهام “فيلق الرحمن” به دون أي دليل أو أدنى شبهة، هي اتهامات لا مسؤولة تحضيراً وتمهيداً لحماقة ورعونة جديدة ينويها “جيش الإسلام”.
ورداً على اغتيال “الحريري”، أعلنت حسابات مناصرة لـ “جيش الإسلام” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقتل كلٍ من “عبد الرحمن صخر محارب” الملقب “أبو القعقاع الدرعاوي” وهو قائد عسكري سابق في قطاع عدرا، و”عبد الرحمن وليد ربيع” الملقب “أبو الوليد الشرعي”، من “جبهة النصرة”.