أثر برس

الفرحة لا تكتمل دونها.. هل ستفقد “العيدية” حضورها في سوريا خلال عيد الفطر؟

by Athr Press B

خاص|| أثر برس “العيدية” طقس بدأ يتقلص وربما يتلاشى بشكل واضح حيث باتت تنحصر على دائرة محددة من المقربين والأحفاد، نتيجة الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة.

يقول أبو رائد لـ”أثر”: “سأمتنع عن الزيارات هذا العيد حتى لا أتورط بتوزيع مبالغ (عيديات) تفوق طاقتي، في ظل وجود عدد كبير من الأطفال في العائلة”، متابعاً: “أنوي الذهاب لتهنئة المقربين في ثالث يوم العيد ك لا أكون مضطراً لتوزيع العيديات”.

أما أم بشار فتنوي هذا العيد أن تقلص قيمة العيديات المادية التي تمنحها لأحفادها، مضيفة: “أعلم أنني سأشعر بالإحراج لكن الحالة المادية التي أعانيها أنا وجميع أقربائي من الموظفين المتقاعدين صعبة، خاصة مع تأخر صرف الرواتب وصعوبة الحصول عليها”.

حال أم بشار هو حال عدد كبير من السوريين الذين يرغبون في تبادل المعايدات إلا أن الحال الاقتصادي للعائلات بات يلقي بظلاله على الأفراد وعلى قدرتهم على هذا التواصل (العيدية).

وبحسب وصال فإن “العيدية مسألة رمزية ومتفاوتة بحسب الحالة المادية، ولاتزال من المسائل الراسخة لدى البعض”، مضيفة: “لكن هذه العادة تحولت إلى شيء مرهق مادياً في ظل متطلبات الشهر الفضيل”.

بدورها، زهراء (أم لطفلين) تبين لـ”أثر” أنها مازالت متمسكة بهذه العادة (ففرحة العيد لا تكتمل بلا عيدية” ولكنها قلصتها وأصبحت في أضيق الحدود فبدلاً من أن تمنح ابنها في الصف السادس 25 ألف ستمنحه 15 ألف، مضيفة: “بالنهاية هذه قدرتي ويجب على الأبناء أن يقدروا ظروف الأهل”.

أبو وضاح هو الآخر قرر أن يمنح العيدية هذا العام لأحفاده فقط بسبب الظروف الاقتصادية، مبيناً أنه قبل سنوات كان يمنح العيدية للمقربين منه أيضاً “لكن الوضع اختلف والحال ما عاد يسمح” بحسب تعبيره.

تجدر الإشارة إلى أن (العيدية) لها رمزية خاصة عند الأطفال، فهم يترقبونها صبيحة أول أيام العيد، لتضفي على بهجة العيد أجواء من المرح والفرح، وتعدّ تقليداً مألوفاً، يقدّم فيه الكبار سواءً الآباء أم الأمهات أم الأقارب، الهدايا للصغار أو نقود عند تهنئتهم بعيد الفطر، مع الإشارة إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة أثرت في عدد من العادات والتقاليد التي اعتادها السوريون، وأدت إلى تلاشيها.

اقرأ أيضاً