خاص || أثر برس نفّذت قوات الشرطة التركية “الجندرما”، في وقت متأخر من ليلة أمس الإثنين، حملة مداهمات واسعة استهدفت مخيم “شمارين” في محيط مدينة إعزاز، والذي يضم عدداً من كبار قادة الفصائل المسلحة الموالية لها مع عائلاتهم.
وأفادت مصادر لمراسل موقع “أثر برس”، بأن الشرطة التركية اقتحمت المخيم بشكل مفاجئ، وسارعت إلى اعتقال المدعو “أبو عبيدة المصري” قائد مايسمى بـ “لواء جيش محمد” وزوجته، إلى جانب 5 من عناصر اللواء، كما اعتقلت قائد مايسمى بـ ” كتيبة عمرو بن العاص” أحمد عبيد، إحدى أكبر المجموعات المسلحة الموالية للأتراك في مدينة إعزاز.
ووجهت الشرطة التركية للقادة المعتقلين، تهماً متعلقة بتجنيدهم أشخاصاً لصالح تنظيم “داعش” في تركيا، في حين أضيفت تهمة تأسيس وإدارة خلايا أمنية تابعة لـ “داعش” في إعزاز إلى التهم الموجهة لـ “أحمد عبيد”.
وحسب ما أكدته المصادر، فإن الشرطة التركية أقدمت على نقل المعتقلين عبر سياراتها بشكل فوري إلى داخل الأراضي التركية، بغية إجراء التحقيق معهم بعيداً عن الضغوطات التي قد ينفذها قادة باقي الفصائل لإطلاق سراح زملائهم.
وأثارت حملة الاعتقالات، جدلاً واسعاً بين قادة الفصائل المسلحة المدعومة تركياً في الشمال السوري، والذين سارعوا إلى نشر الاتهامات عبر التنسيقيات الموالية لهم باتجاه الحكومة التركية، معتبرين أن ما جرى يندرج ضمن إطار الغدر التركي الواضح بحق القادة المعتقلين، وخاصة أن هؤلاء القادة كان تم نقلهم إلى مخيم “شمارين” مع عائلاتهم بموافقة وإشراف مباشر من قبل الأتراك.
وبينت المصادر لمراسل”أثر برس” أن الأوضاع في ريف حلب الشمالي حالياً، أصبحت على صفيح ساخن، في ظل تخوف باقي قادة الفصائل المدعومة تركياً من أي لحظة غدر تركي بهم، وخاصة أن ما يسمى بـ “جيش محمد” يعتبر من أخطر وأهم الفصائل العاملة في الشمال السوري في ظل ما يمتلكه من مقاتلين مدربين، الأمر الذي دفع بعدد من قادة الفصائل خلال الساعات الماضية إلى تحصين مقراتهم ورفع وتيرة التأهب للاشتباك في أي لحظة.
ولم تستبعد المصادر المذكورة بحسب مجريات الأمور في الريف الشمالي، أن يشهد ريف حلب الشمالي خلال الفترة القادمة حدوث انقلابات من بعض الفصائل الكبيرة على الأتراك، وخاصة بعد أن كشفت الخطوة التركية الأخيرة عن عدم إمكانية الوثوق بالجانب التركي، الذي بات يمثل خطراً دائماً حتى على الأذرع العسكرية الموالية له.
يذكر أن ريف حلب الشمالي على امتداد مساحته من عفرين غرباً إلى جرابلس شرقاً، ما يزال يعيش في حالة من التردي الأمني الكبير وخاصة على صعيد التفجيرات المتلاحقة التي تضرب معظم أجزائه، في ظل عجز تركي واضح عن ضبط تلك الأوضاع، الأمر الذي يفسر حالة التخبط الكبيرة الحاصلة سواء لدى القوات التركية المحتلة، أو فيما بين الفصائل التابعة لها.
زاهر طحان ـ حلب