خاص || أثر برس طالبت الفصائل الموالية لقوات الاحتلال التركي بوقف تشغيل محطة آبار علوك المغذية لمدينة الحسكة بمياه الشرب بهدف الضغط على “قوات سوريا الديمقراطية” لإعادة تغذية “محطة تحويل المبروكة”، بالتيار الكهربائي.
وتعيش المنطقة الممتدة من مدينة “رأس العين” وصولاً إلى “تل أبيض” بريف الرقة الشمالي، أزمة انقطاع كامل في التيار الكهربائي منذ 13 يوماً بسبب وقف “قسد” لتغذية محطة المبروكة، الأمر الذي نتج أساساً عن خفض إنتاج الكهرباء في سدي “تشرين – البعث”، الذي تسيطر عليهما “قسد”، بسبب انخفاض منسوب المياه في بحيرتي السدين.
ويؤكد مصدر هندسي في شركة الكهرباء بالحسكة لـ”أثر” أن المحافظة تعيش نقصاً شديداً في التيار الكهربائي بسبب توقف وصول أي كمية من الطاقة الكهربائية من السدود، وتعتمد الشركة حاليا على “محطة توليد السويدية”، التي تعمل بالغاز لتأمين التيار الكهربائي للخطوط الاستراتيجية مثل المشافي العامة والمطاحن ومحطة آبار علوك التي يعاني خطها من تعديات واستجرار غير شرعي يصل بكمية الاستجرار إلى ٨ ميغا واط في حين أن الخط مخصص لنقل ما لا يزيد عن ٣ ميغا واط.
يشير المصدر إلى ان انعدام تغذية أي منطقة سكنية في محافظة الحسكة بالتيار الكهربائي حالياً، فما تؤمنه محطة السويدية لا يزيد عن ٥٠ ميغا واط في الحد الأقصى من قدرتها الإنتاجية، وهذه الكمية لا تكاد تكفي الخطوط الاستراتيجية، وفيما يخص “آبار علوك”، يؤكد المصدر أن المضختين اللتين سمحت قوات الاحتلال التركي بتشغيلهما لتأمين الحد الأدنى من مياه الشرب لمدينة الحسكة، لا تستهلك أكثر من ٠,٥ ميغا واط، وما تبقى من كمية الاستجرار تذهب لتغذية النقاط التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة وقوات الاحتلال التركي.
قلة المياه الواردة إلى خزانات مؤسسة المياه والصرف الصحي في محافظة الحسكة، أفضت لزيادة أيام التقنين، فبعد أن كانت عملية الضخ إلى أي حي تحدث بمعدل مرة كل 5 أيام، باتت تحدث كل 8 أيام وبنتيجة انقطاع التيار الكهربائي يعيش السكان في المنازل المرتفعة دون إمكانية تشغيل محركات الاستجرار المنزلية، ما يعني أنهم يعيشون بلا ماء أيضاً.
وكانت الحكومة التركية قد خفضت منسوب مياه الفرات إلى أقل من 200 متر مكعب في الثانية منذ شهر شباط الماضي، علما إن الاتفاق الموقع مع سورية بشأن النهر في العام 1987 يلزم الجانب التركي بالحفاظ على مستوى تدفق لا يقل عن 500 متر مكعب في الثانية.
يذكر أن القوات التركية كانت قد أوقفت العمل بمحطة آبار علوك 20 مرة منذ أن دخلت لمدينة رأس العين في تشرين الأول من العام 2019، بعد العملية العدوانية المسماة “نبع السلام”، والتي أطلقتها آنذاك بحجة قتال “قوات سورية الديمقراطية”، لارتباطها بمنظمة “حزب العمال الكردستاني”، المصنفة إرهابية من قبل مجلس الأمن الدولي.
محمود عبد اللطيف – الحسكة