تمكن الفنان التشكيلي التونسي “مهدي بن الشيخ” من تحويل جزيرة جربة المنسية في بلاده إلى معلم سياحي مهم، وذلك بفضل المشروع الفني الذي نظمه في قرى الجزيرة المتضمن رسم لوحات تشكيلية على جدرانها.
حيث أكد مهدي أن فكرة تنفيذ هذا المشروع في تونس جاءت بعد أن لاقت نجاحاً كبيراً في باريس في أحد المباني المهجورة، فدعا لهذاالمشروع أكثر من مائة فنان من 30 بلدًا مختلفاً للعمل بالمشروع الجديد الذي أطلق عليه اسم “جربة هوود” في هذه القرية، لمنحها نفساً جديداً.
كما أشار أن عملية جمع الفنانيين كانت شاقة جداً، إضافة إلى الصعوبات التي واجهها من وزارة السياحة التونسية التي عارضت في البداية هذا المشروع، حيث اعتبرته أنه مجرد تخريب لجدران قرى الجزيرة، إلى أن اقتنعت فيما بعد بالفكرة وتعاونت مع فريق العمل.
فنتج عن هذا المشروع أكثر من ثلاثمائة عمل حولوا الجزيرة إلى معرضاً فنياً مفتوحاً على العالم.
ويذكر أن هذه الجزيرة معروفة باسم “جزيرة المساجد” لاحتواءها على أكثر من 300 مسجد، مما يجعلها مركز ديني مهم في البلاد، وعرفت القرى التي تحويها البلدة ببيوتها الصغيرة الهشّة ذات العمارة التقليدية القديمة.
فاستطاع الفنان التونسي من خلال هذه المبادرة الفردية وموهبته الفريدة توجيه الأنظار إلى معلم جديد في بلده، رغم الفقر الذي كان منتشر في قرى الجزيرة، فبإصراره لإنجاز هذا المشروع واجه كل المصاعب التي واجهته، كما تمكن من خلاله نشل قرى منسية من يأس الحياة والفقر إلى أضواء الشهرة والحياة.