خاص|| أثر برس تشهد الزراعات الاستوائية توسّعاً ملحوظاً في الساحل السوري خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة بحماس المزارعين لزراعتها بوصفها أقل تكلفة وأكثر ريعية مقارنة ببقية الزراعات التقليدية التي باتت تشكل عبئاً على المزارعين لارتفاع تكاليف إنتاجها.
رئيس جمعية منتجي الفواكه الاستوائية في طرطوس نادر جبور أكد لـ”أثر” نجاح زراعة جميع أصناف الفواكه الاستوائية في الساحل، شرط زراعتها في مناطق لا يوجد فيها صقيع، مشيراً إلى أن أفضل المناطق لزراعتها هي الشريط الساحلي الممتد من مدينة اللاذقية حتى مدينة الحميدية في محافظة طرطوس شرقاً بحوالي 3 كم، حيث تعد هذه المسافة ممتازة للزراعات الاستوائية.
وبحسب جبور، تعد الزراعات الاستوائية مجدية اقتصادياً مقارنة بزراعة أنواع الفواكه التقليدية الأخرى كالحمضيات واللوز والجوز سواء من ناحية تكاليف الإنتاج، أو من ناحية العائدية الاقتصادية.
وبيّن جبور أن الفواكه الاستوائية السورية تضاهي المنتج الأساسي لها، فهي تتميز أنها أنظف وأطيب بسبب عدم إضافة أي مادة كيميائية لها، للحصول على منتج صحي وسليم.
ووصف جبور ما يتم تداوله بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي حول تأثير الزراعات الاستوائية على الزراعات التقليدية الأساسية كالبندورة والخيار والكوسا، بأنه هجمة شعواء لا مبرر لها، مدللاً بأن الفواكه الاستوائية لم تحل مكان أي زراعة أخرى، حيث تمت زراعتها في أراضي غير مزروعة، مستدركاً: “قد تكون الزراعات الاستوائية استحوذت على مساحة 2-3% من مساحة الزراعات المحمية، لكن لا تزال هناك آلاف الدونمات غير المزروعة في الساحل”.
وحول الاكتفاء الذاتي من الفواكه الاستوائية، قال جبور: “أصبح لدينا اكتفاء ذاتي من الأفوكادو وبدأنا بعملية التصدير، كما حققنا الاكتفاء من الدراجون وبدأنا التصدير لكل من الأردن، لبنان، العراق، دول الخليج، فيما لا نزال نسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القشطة والكيوي والشوكولا”، مشيراً إلى أنه بعد 5 سنوات يمكن تحقيق اكتفاء ذاتي للأصناف كلها.
وفيما يتعلق بالموز الذي تعد زراعته قديمة حديثة في الساحل، بيّن جبور أنه من المتوقع أن نحقق الاكتفاء الذاتي العام القادم ونبدأ بالتصدير، مضيفاً: “لدي تحفظ، وهو أن الموز لا يتمتع بالسوية النظيفة التي تجعله يضاهي الموز الموجود في الدول المجاورة، الأمر الذي سيجعل عملية تصدير الموز، العام القادم، صعبة”.
وعزا جبور السبب وراء ذلك إلى جهل المزارعين بموعد القطاف الأساسي حيث يقومون بقطف الثمار قبل موعدها، وعدم العناية بالثمار خاصة أثناء عملية القطاف.
وعن الأسعار، أوضح جبور أن أسعار الفواكه الاستوائية مناسبة وليست مرتفعة مقارنة بأنواع الفواكه والخضار في الأسواق، مدللاً بأن كيلو الأفوكادو يباع في الأسواق بين 15000-17000 ل.س، في حين يباع كيلو التفاح بـ 13000 ل.س، والبندورة الجيدة 12000 ل.س، وكانت تباع البامياء قبل شهر بـ 100000 ل.س، والكوسا بـ 20000 ل.س.
وأكد جبور أن جمعية منتجي الفواكه الاستوائية مقوننة من قبل الأمانة السورية بإشراف الاتحاد العام للفلاحين في سوريا، وهي لا تحظى بدعم وزارة الزراعة، وإنما تقوم على جهود فردية من قبل المزارعين الذين يقومون بالشراء والبيع بمفردهم لتحسين أوضاعهم، لافتاً لوجود 10000 عائلة تشكّل الزراعات الاستوائية مصدر رزقها.
وبحسب جبور، يبلغ إنتاج الساحل من الفواكه الاستوائية آلاف الأطنان سنوياً، يستهلك 80% منها محلياً، وتبلغ المساحة المستثمرة للزراعات الاستوائية من الشريط الساحلي بين 2-3%، ويوجد مئات آلاف الدنمات غير مزروعة.
وشدد جبور على ضرورة استثمار الأراضي غير المزروعة بزراعة الأصناف الاستوائية إلى جانب الزراعات المحمية والأشجار التقليدية، لزيادة رقعة الغطاء النباتي وتحسين النظام البيئي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الفواكه والخضار والتصدير للخارج لجعل سوريا خزان منطقة الشرق الأوسط زراعياً، مشدداً على أن الزراعات الاستوائية لا تسبب أي ضرر فعلي على الزراعات المحمية فهي رديف وداعم لها وليست بديلاً عنها.
بدوره، أكد رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش لـ”أثر” نجاح زراعة صنفي الموز والأفوكادو اللذين يتمتعان بمواصفات جيدة، فيما نجحت زراعة الكيوي إلى حد ما باعتبارها تحتاج إلى درجات حرارة أعلى، مشيراً إلى أن زراعة الأصناف الاستوائية الأخرى كالدراغون، القشطة، الشوكولا، تتحكم فيها الظروف الجوية.
وأكد علوش أن الزراعات الاستوائية باتت تتوسّع على حساب الزراعات المحمية والحمضيات، باعتبارها أقل تكلفة وأكثر ريعية اقتصادية، مبيناً أن منتجاتنا الاستوائية تضاهي المنتجات الأخرى لعدم احتوائها على مواد كيميائية، بالإضافة لاتباع المزارعين طرق متقدمة في الزراعة.
صفاء علي – طرطوس