عقد وزير الخارجية فيصل المقداد، أمس الأربعاء لقاءات ثنائية مع كل من رئيس الوفد السعودي نائب وزير الخارجية وليد عبد الكريم الخريجي، ورئيس الوفد الإماراتي وزير الدولة أحمد علي الصايغ، ومع نظراءه العُماني بدر بن حمد البوسعيدي، والموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، والتونسي نبيل عمار، وذلك على هامش الدورة الـ160 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في القاهرة.
وشدد المقداد خلال الكلمة التي ألقاها في اجتماع الدورة الـ160 لمجلس الجامعة العربية، على خطورة التدخلات الخارجية في المنطقة العربية، والاعتداءات العسكرية التي تتعرض لها بعض دول المنطقة من الخارج، مشيراً إلى الاحتلالات الأجنبية لأجزاء من أراضيها تتسبب بانتشار “الإرهاب” والفقر وتراجع المؤشرات التنموية.
وعقد المقداد، على هامش هذا الاجتماع اجتماعات ثنائية عدة كان أبرزها اللقاء مع رئيس وفد المملكة العربية السعودية نائب وزير الخارجية وليد عبد الكريم الخريجي، وتم خلال اللقاء استعراض عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، وتم التوافق على متابعة التنسيق والتشاور بما فيه مصلحة الشعبين والبلدين.
وجاء اللقاء السعودي- السوري في القاهرة، بالتزامن مع تسريبات صحفية أفادت بتراجع مسار التقارب بين الرياض ودمشق، وفي هذا الصدد نقلت صحيفة “الوطن” السورية بتاريخ 14 آب 2023، عن مصدر دبلوماسي عربي، نفيه وجود خلافات بين السعودية وسوريا، مشيراً إلى أن الرياض مصممة على أن تكون عودة سوريا إلى الجامعة العربية فعلية لا شكلية.
وكان من المقرر أن تتم إعادة فتح سفارتي البلدين خلال الفترة الماضية، حيث قال المقداد، تصريحات صحفية أدلى بها خلال زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض في منتصف حزيران الفائت: “الجانبان يبحثان تعيين سفراء جيدين لكي يضمنوا العلاقات التي يجب أن تتنامى لتصل إلى حد التكامل بين البلدين في مجمل السياسات العربية والخارجية” مضيفاً أن “السفارة السعودية في سوريا جاهزة تقريباً، وهناك وفد سعودي زار دمشق أخيراً، وهم مرتاحون للتعاون الذي أبدته سوريا من أجل استعادة عمل السفارة فوراً”.
كما تزامن لقاء وزير الخارجية المقداد، ورئيس الوفد السعودي، مع التطورات التي يشهدها مسار التقارب السعودي- الإيراني، حيث وصل يوم الثلاثاء 5 أيلول، السفير السعودي لدى طهران إلى إيران، فيما وصل نظيره إلى السعودية.
واهتمت الأوساط الصحفية لا سيما “العبرية” منها بهذه الخطوة بشكل لافت، حيث أشار تقرير نشرته قناة “i24” العبرية أن هذه الخطوة “مرحلة جديدة في العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية” ونقلت المحلل الإيراني فؤاد إزادي، قوله: “إيران والسعودية جارتان وهذا التقارب يمكنهما من التواصل اقتصادياً بشكل أسهل، حيث كان هناك بعض الروابط الاقتصادية المحدودة بين إيران والسعودية، وأعتقد أنه مع المضي قدماً، يمكن أن يتوسع هذا”.
ومنذ أن تم الإعلان عن استئناف العلاقات بين الرياض وطهران بوساطة بكين في آذار 2023، بدأ الحديث عن تأثيرات هذه الخطوة على ملفات الشرق الأوسط كافة لا سيما سوريا، ونشر حينها موقع “المونيتور” الأمريكي تقريراً أكد خلاله أن “الأنظار تتركز الآن على الانفراج السعودي-الإيراني وكيف سيؤثر في الحروب التي استمرت لسنوات، وبالفعل تجري عمليات إعادة ترتيب إقليمية كبرى في سوريا، فبعد سنوات من العزلة الإقليمية، يبدو أن سوريا أصبحت موضع ترحيب من جديد في الحظيرة العربية”.
كما علّق حينها أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الإمام، الدكتور عبد الله العساف، على هذا التقارب بقوله: “إن الاتفاق بين السعودية وإيران مهم جداً وسيلقي بظلاله الإيجابية على ملفات المنطقة عموماً، ومنها الملف السوري، ومن المتوقع أن تكون هناك بعض التفاهمات بشأن الملف السوري”.
يشار إلى أنه بعد حوالي شهر من التقارب السعودي- الإيراني، وصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة أول من نوعها منذ بداية الحرب السورية.