خاص || أثر برس ينتظر أصحاب أراضي الزيتون بدء قطاف المحصول، الذي جرت العادة أن يبدأ في نهاية أيلول وينسحب متفرقاً بين منطقة وأخرى حتى نهاية تشرين الثاني، ورغم أن الإنتاج للعام الجاري ليس معاوماً، إلا أن الإنتاج قليل قياساً بإنتاج السنوات المشابهة، إذ يقدر إنتاج الموسم الحالي بأكثر من 32000 ألف طن.
وجرياً على عادة سنوية، يستبق عدد كبير من مزارعي الزيتون أوان القطاف، بمباغتة المحصول بالقطفة الأولى أو كما تسمى بالمدللة، حيث يتقصد أصحاب الأرض أن يتجولوا في “دوارة” تفتيشية بين الأشجار وقطف ثمار الزيتون الكبيرة لتكون طلائع الموسم ومونة البيت “المدللة”.
“أم أنور” من ريف بانياس تشرح لـ”أثر” أنها اعتادت في كل عام أن تقوم هي وزوجها وأولادها بقطف الثمار الكبيرة قبل بدء القطاف بشكل رسمي لتكون أول مونة للبيت من الزيتون، حيث تقوم بـ”تفقيش” الثمرة وإعدادها للمونة حيث تعد هذه الطريقة الأسرع في مونة الزيتون الذي يصبح جاهزاً للأكل بعد 4-5 أيام.
ويكمل “أبو أنور” شرح تسلسل عملية القطاف: “نبدأ عملية القطاف من خلال الاستعانة بجميع الأولاد وأزواجهم وأولادهم بالإضافة للأقارب والأصدقاء، ثم نشد الهمة إلى البستان الذي نجعله “سيراناً” وليس عملاً شاقاً.
ليست المونة هي الدافع الوحيد لاستعجال القطاف عن أوانه، إذ يؤكد “أبو نضال” أنه يجب الإسراع في جني المحصول الذي يكون بعيداً عن المنزل لأن هناك أشخاصاً يقومون بجني الزيتون قبل أصحابه، مؤكداً أن هذا ما جرى معه العام الماضي ما جعله يتأهب خلال الموسم الحالي.
بدوره، أكد رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش لـ”أثر” أن إنتاج المحافظة من الزيتون للعام الحالي يقدّر بـ 32 ألف طن، ومن المتوقع الحصول على حوالي 5600 طن زيت زيتون، حيث تبلغ المساحة المزروعة بالزيتون نحو 75 ألف هكتار، فيما يبلغ عدد الأشجار الكلي نحو 11 مليون شجرة.
وأكد علوش أن موعد جني ثمار الزيتون وبدء عمل المعاصر يحدده مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، حيث يتم إعطاء المعاصر مهلة تصل إلى أسبوعين قبل موسم الجني لتهيئة العمل، مبيناً أن إجمالي عدد المعاصر يصل إلى 236 معصرة موزعة على عموم المحافظة.
وأكد علوش أن الإنتاج للموسم الحالي ليس معاوماً ولكن الإنتاج قليل بسبب الظروف الجوية التي شهدتها المحافظة، وقلّة الإنتاج تنسحب على معظم المحافظات وليس طرطوس فحسب، مقارناً علوش بين إنتاج العام الحالي وإنتاج عام 2022 عندما لم يكن معاوماً أيضاً والذي بلغ 250 ألف طن، فيما أشار أيضاً إلى إنتاج العام الماضي المعاوم بـ 10 آلاف طن فقط.
من جهته، بيّن مدير الموارد المائية في طرطوس المهندس محمد محرز أنه لا بد من اتخاذ إجراءات استباقية قبل بدء موسم عصر الزيتون لحماية المياه الجوفية من التلوث بمياه الجفت الناجمة عن مخلفات عصر الزيتون، مؤكداً على ضرورة تعاون جميع الجهات المعنية بالمحافظة لحماية المصادر المائية السطحية والجوفية وآبار مياه الشرب.
ودلل محرز بأهمية القيام بجولات إلى معاصر الزيتون من قبل اللجان المشكلة لهذا الغرض والتأكد من وجود خزانات كتيمة لجمع مياه الجفت قبل ترحيلها، والاطلاع على المواقع التي يمكن للمعاصر رش مياه الجفت ضمنها وتقدير الكميات التي يمكن التخلص منها من خلال الرش، وتحديد مواقع خارج الأحواض المغذية للمياه الجوفية المستخدمة لأغراض الشرب لرش الفائض من مياه الجفت داخلها.
وبحسب محرز، الأنسب أن يتم تحديد مواقع قريبة من البحر كمجمعات لمخلفات معاصر الزيتون، والتشديد على عدم رمي مياه الجفت ضمن شبكة الصرف الصحي، او الآبار أو التشققات الصخرية، لأن ذلك من شأنه أن يسرّع بوصولها إلى المياه الجوفية.
يذكر أن مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة عبير جوهر في تصريح لـ “أثر” أن إنتاج الزيتون في سوريا بشكل أولي قُدّر بحوالي 740280 طن، يخصص منه حوالي 148055 طن لتصنيع زيتون المائدة والجزء الأكبر حوالي 592224 طن يوجه للعصر وإنتاج زيت الزيتون، والذي يتوقع أن ينتج عنه حوالي 94754 طن زيت زيتون.
صفاء علي – طرطوس