خاص|| أثر برس تسعى القوات التركية في الوقت الراهن إلى استثمار تفجير تقسيم في إسطنبول، لإقناع المجتمع الدولي بضرورة ضرب “الوحدات الكردية”، وضرب المنشآت والبنى التحتية كافة خاصة المنشآت النفطية التي تستثمرها “قوات سوريا الديمقراطية- قسد”.
وجددت القوات التركية صباح اليوم عمليات القصف الجوي لعدد من المناطق في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، إذ تم قصف مركز الزراعة ومحطة تل عودة النفطية شرقي بلدة القحطانية بريف القامشلي الشرقي ليمتد القصف ويطال معمل الغاز في السويدية التابعة لمدينة المالكية وحقل علي آغا النفطي في ريف اليعربية، إلى جانب استهداف موقعاً لـ”قسد” غرب مركز بحوث هيمو الذي تتخذه القوات الأمريكية مقراً لها غرب القامشلي.
وطال القصف التركي أيضاً إحدى نقاط “قسد” بالقرب من قاعدة المراقبة الروسية في تل تمر بريف الحسكة الغربي، ما تسبب بمقتل عنصر من “قسد” وإصابة آخرين.
وأوضح الخبير في الشؤون الكردية الدكتور فريد سعدون، في حديث لـ “أثر”: “الهجوم التركي كان من المفترض أن يكون على منطقة محددة، لكن تركيا استغلت الفرصة، فهذه لأول مرة تبدأ أنقرة الهجوم على كامل الشريط الحدودي من ديريك إلى عفرين، يعني أن القصف بات يشمل مناطق من الجزيرة وشمالي حلب وشرق الفرات حتى وصلوا إلى محافظة دير الزور”، مضيفاً أن “تركيا تستغل الفرصة لضرب كامل الشريط الحدودي من المالكية حتى عفرين وسيحاول قدر المستطاع تدمير المنشآت والبنى التحتية والتركيز على المنشأة النفطية والمشاريع وهي تتقصد ذلك لشل الحركة”.
وتابع سعدون: “إن تركيا ستستغل الفرصة إلى أقصى حد وإذا وجدت الفرصة مناسبة واستطاعت أن تقنع روسيا وإيران وأمريكا فإنها ستبدأ بالهجوم البري لتحتل أجزاء من المنطقة، وخاصة أنها تحاول أن تحتل أجزاء من تل رفعت وصولاً إلى منبج لتسيطر على مناطق غرب الفرات بالكامل، وتحاول أن تحتل عين العرب”، حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء أن قوات بلاده ستبدأ بعملية في عين العرب ومنبج وتل رفعت.
وعن الموقف الأمريكي من هذا التصعيد، أكدت المصادر أن “قسد” طلبت يوم أمس اجتماعاً طارئاً مع القوات الأمريكية ولكن على ما يبدوا أن الطلب لم يلقَ أي تجاوب من الطرف الأمريكي، سيما أن الجانب الأمريكي برر لتركيا استهدافاتها بالدفاع عن حقه المشروع في الحفاظ على أمنه القومي، وفقاً لما تم الاتفاق عليها مع الروس والأمريكان عام 2019 لوقف إطلاق النار، إبعاد “قسد” مسافة 32 كم عن الحدود ولكن عدم تطبيق “قسد” للاتفاق على الارض دفع النظام التركي لاقتنص الفرصة وتحقيق هدفه.
وأمام هذا التصعيد العسكري الجوي التركي وشل حركة “قسد” باتت خيارات الأخيرة محددوة؛ فالتركي حدد الوقت المناسب للتصعيد مستغلاً انشغال الروس بالحرب الأوكرانية والحصول على الضوء الأخضر الأمريكي للقضاء نهائياً على من تصنفهم أمريكا أساساً “مجموعات إرهابية” ووقف خطرهم على حدود تركيا الجنوبية، ويرى الدكتور سعدون، في هذا الصدد أن “إحدى خيارات قسد للتخلص من الاعتداءات التركية هي الاتفاق مع دمشق وبالتالي تحتاج إلى التمهيد لهذا الأمر بخطاب تصالحي للتقارب مع دمشق وإبداء حسن النية وخاصة إن التعاون العسكري بين الطرفين موجود منذ هجوم تركيا على رأس العين في عام 2019”.
جوان الحزام- الحسكة