لم تتمكن “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” وبمساندة القوات الأمريكية بطيرانها ودباباتها من استعادة سجن الثانوية الصناعية في الحسكة، فيما أفاد مراسل “أثر” بأن القوات الأمريكية بدأت مساء أمس الأحد، بعملية اقتحام لسجن الثانوية الصناعية، بعد وصول تعزيزات عسكرية إلى محيط السجن، وسط العديد من المعلومات والتحليلات التي تؤكد أن ما حصل كان بالتعاون بين “قسد” و”داعش” وأنه مفيد لكافة الأطراف بما فيهم القوات الأمريكية.
وأكد مراسل “أثر” مساء أمس الأحد، أنه تقدمت عربات مصفحة من طراز “برادلي”، باتجاه بوابة سجن الثانوية الصناعية وسط تحليق من المروحيات القتالية فوق السجن بشكل دائري، مشيراً إلى أن الاقتحام جاء بعدما أعلنت “قسد” سيطرتها الكاملة على سجن الصناعة، كما أعلنت في بيان ثان تحميل تنظيم “داعش” المسؤولية عن سلامة 700 طفل كانت تحتجزهم في السجن بتهمة الانتماء لـ “أشبال الخلافة”.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “الوطن” السورية عن مصدر مقرّب من قياديي “قسد” تأكيده على أن الخرق الأمني الذي حققه تنظيم “داعش” داخل وفي محيط سجن المدرسة الصناعية بالحسكة، جرى بتنسيق واضح ومكشوف من مسؤولين في “قسد”.
وبيّن المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية أن متزعمي “قسد” سهلوا حركة مسلحي “داعش” في محيط السجن وحصولهم على السلاح والعتاد اللوجستي، وأوعزوا شفهياً إلى المسؤولين عن السجن وبشكل سري بغض الطرف عن إدخال الأجهزة الخلوية إلى مسلحي “داعش” المحتجزين فيه، ولاسيما من ذوي الجنسيات العربية والسورية، للتواصل مع زملاء لهم خارج السجن أطلق سراحهم في وقت سابق أو لم يتم اعتقالهم داخل مناطق نفوذ “قسد”، بغرض التنسيق لشن العملية باتجاه السجن الأكبر من نوعه في تلك المناطق، وذلك بهدف إطلاق سراح متزعمين أجانب من “داعش” وبقية الموقوفين، في أضخم عملية من نوعها على الإطلاق.
وأشار المصدر إلى أن الخرق الأمني خُطط له ليكون مدروساً ومحدوداً، بحيث يمكن السيطرة عليه، لكنه خرج عن قدرة “قسد” ولم تتمكن من ضبطه جراء الفساد والمحسوبيات المستشرية في صفوفها حيال علاقتها مع التنظيم، الأمر الذي اضطرها إلى الاستعانة بقوات “التحالف الدولي” المزعوم الذي تقوده الولايات المتحدة لإعادة الأمور كما كانت عليه.
وتوقع المصدر، تراجع الاشتباكات في محيط السجن بين “قسد وداعش” خلال الأيام القليلة القادمة، في حين سيستمر الخرق الأمني داخل السجن لفترة أطول لوجود رهائن من حراس السجن والعاملين في مطبخه لدى سجناء التنظيم.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر “أثر” بأن “قسد” لم تقم بأي محاولة اقتحام جدية للمنطقة التي يتحصن فيها “داعش” والتي لا تزيد مساحتها عن 5 – 7 كم مربع من المباني المحاصرة التي لا يمكن لعناصر التنظيم المتطرف الخروج منها إلا إذا حدث خرق متعمد من قبل “قسد”، لتسمح لعناصر التنظيم بالفرار نحو ريف الحسكة الجنوبي أو الشرقي لإنهاء الأزمة، كما تصف المصادر محاولات الاقتحام بـ “غير المنطقية”، لكون أكبر مجموعة من “قسد” حاولت الهجوم كان عددها يتراوح بين 25 – 40 عنصراً على الأكثر، مضيفة أن انسحاب “قسد” بشكل سريع من المباني المحيطة بالسجن لم يكن منطقي، وحجم التعزيزات الأمنية والعسكرية التي نقلتها إلى المنطقة وتدخل القوات الأمريكية في المعركة جاء مبالغاً فيه، بهدف تهويل الهجوم بما يسمح باستمرار الحديث عن خطر تنظيم “داعش” الذي يهدد المنطقة الشرقية، وتشدد مصادر “أثر” اعلى أن القوات الأمريكية و”قسد” قادرة على إنهاء الأزمة خلال ساعات من خلال توظيف التعداد الذي استقدمته بشكل فعّال في عملية اقتحام سريعة إذا ما أرادت إنهاء الأزمة دون استثمارها سياسياً.