أثر برس

القوى العسكرية في سوريا.. من سيبقى ومن سيرحل؟

by Athr Press M

بعد انتهاء وجود تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، تعود القوى العالمية لتتواجه بشكل أكثر صراحة في محاولة لوضع حجج جديدة تشرعن وجودها على الأراضي السورية، حيث صرح المتحدث بإسم “التحالف الدولي” العقيد ريان ديلون: “إن المئات من عناصر التنظيم فروا من مناطق سيطرة التنظيم، ووصلوا إلى مناطق قرب العاصمة دمشق، مروراً بمناطق تسيطر عليها القوات السورية”.

وأكد المتحدث، “أن التنظيم خسر تقريباً كل الأراضي الذي كان يسيطر عليها (في العراق وسوريا)، ولا يعني ذلك أن المعركة انتهت”.
وشدد على أن “داعش يتأقلم بسهولة مع الأوضاع والظروف الجديدة”، واعتبر أن التصريحات الروسية حول انتهاء التنظيم في سوريا “غير صحيحة”، وأن “المئات من عناصر داعش انتقلوا إلى مناطق سيطرة القوات السورية جنوبي شرق دمشق”.

تلك التصريحات للتحالف سبقها اتهامات من قبل وزارة الدفاع الروسية موجهة للولايات المتحدة الأميركية عن تشكيل وحدات عسكرية جديدة، قوامها عناصر في “منظمات إرهابية”، بغية قتال القوات السورية.
وقال بيان وزارة الدفاع الروسية: “إن التحالف يستخدم مخيماً للنازحين، يقع على بعد 20 كيلومتراً شمالي شرقي الشدادي التابعة لمحافظة الحسكة، منذ أكثر من 6 أشهر، كقاعدة تدريب للمسلحين، الذين أتوا من مناطق مختلفة من سوريا”.
وأضاف البيان نقلاً عن نازحين عادوا من المخيم نفسه: “أن معظم العناصر الخاضعين للتدريب كانوا أعضاء في منظمات إرهابية، هزمتها القوات السورية، مثل داعش وجبهة النصرة”، وأن مدربين من قوات العمليات الخاصة الأميركية، يشكلون الآن وحدات عسكرية جديدة تدعى (جيش سوريا الجديد)، في مركز تدريب ضمن المخيم، كما سيتم نقل المدربين بعد انتهاء التدريب إلى الجنوب لمحاربة القوات السورية”.

ماذا تريد أميركا في جنوب شرق سوريا

تزامُن وجود عناصر تنظيم “داعش” في المنطقة الصحراوية شرق العاصمة دمشق مع حديث وزارة الدفاع الروسية عن الخطة الأميركية لخلق كيان لفصيل معارض تحت اسم “جيش سوريا الجديد” وعمله في جنوب شرق سوريا يضعنا أمام عدد من السناريوهات قد يكون إحداها تدخل الولايات المتحدة عن طريق قاعدتها في التنف وباستخدام المقاتلين الذين تم ذكرهم سابقاً بهدف شرعنة توسع مناطق القاعدة للقضاء على المئات من عناصر التنظيم الذين تحدث عنهم الناطق باسم “التحالف الدولي”.
كما أن تلك الخطوة من شأنها إرضاء “الكيان الاسرائيلي” بعد حديث وزير خارجيته عن أن الداخل “الاسرائيلي” بات مكشوف أمام الحرس الثوري الإيراني وحزب الله من من جنوب غرب سوريا(حسب وصفه).

هجمات إيرانية على القواعد الأميركية

وبين هذا وذاك يرى محللون سياسيون أميركيون كـ”بول كريغ روبرتس” الذي تحدث لموقع “نيوإنفورم” أن القواعد الأميركية في سوريا من الممكن أن تتعرض لهجمات من الحرس الثوري الإيراني، حيث تحدث المحلل عن أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني وجه تحذيراً إلى القيادة العسكرية الأمريكية، قال فيه إن القوات الأمريكية يجب أن تغادر سوريا بعد أن تنتهي الحرب ضد تنظيم “داعش”، وإلا سوف تُفتح أبواب جهنم عليها.
ووفق المحلل السياسي الروسي “أندريه كوشكين”، فإنه يوجد في سوريا الآن نحو ألفي عسكري أمريكي في 11 قاعدة وإن احتمال تعرضهم لهجوم احتمال وارد ولهذا السبب ستغادر الولايات المتحدة الأمريكية سوريا أو تكثف حشودها العسكرية هناك.
ويرجح المحلل أن تغادر القوات الأمريكية سوريا، مشيراً إلى أن الحكومة السورية وكذلك تركيا وإيران وروسيا تعارض وجود القوات الأمريكية في سوريا.

بالنهاية يمكننا القول إن حجة التنظيم التي كانت تختبئ خلفها الولايات المتحدة باتت غير واقعية، فهل ستذهب للإستفادة مما تبقى من تنظيم “داعش” لخلق مشاريع جديدة تؤخر نهاية الحرب، أما أنها ستضطر للدخول في مواجهات مباشرة مع قوى معادية لها في المنطقة؟

اقرأ أيضاً