وسط العديد من التساؤلات حول سبب عدم الإعلان عن زيارة الرئيس بشار الأسد إلى موسكو قبل وصوله إلى روسيا، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، أن الاجتماع بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأسد، لم يُعلن عنه مسبقًا لأسباب أمنية.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية، عن بيسكوف قوله: “هناك اعتبارات أمنية معينة يجب اتباعها، هذا واضح تماماً، ولهذه الأسباب لم يتم الإعلان عن اجتماع الزعماء”، موضحاً أن “كل المعلومات حول المفاوضات قُدّمت لوسائل الإعلام بعد عودة الرئيس السوري إلى الوطن”.
وعقب الإعلان عن زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو، أعلن الكرملين أن بوتين دخل إلى العزل الصحي بعدما تبين وجود إصابات بفيروس كورونا في دائرة المحيطين به، حيث أجاب بيسكوف رداً على سؤال حول المنطق من مقابلة بوتين للأسد، على الرغم من أنه كان يتوقع امتثاله للحجر الصحي: “لا يوجد شيء غير منطقي هنا، أولاَ أستطيع أن أقول لكم أنه لم يجتمع مع الأسد في نهاية اليوم وإنما في بداية يوم العمل الجديد، حيث انتهى الأطباء من فحوصاتهم، والإجراءات اللازمة، وبناء على توصيات المختصين، تم اتخاذ القرار، لا يوجد شيء غير منطقي هنا في ذلك الوقت، كان الأطباء لا يزالون يتباحثون” وفقاً لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وسبق أن أكدت مصادر مطلعة أن هذه الزيارة تزامنت مع التصعيد الذي كان حاصلاً في درعا ودخول وحدات الجيش السوري إلى درعا البلد، إلى جانب تزامنها مع الحديث عن احتمال شن عملية عسكرية في إدلب، مشيرة إلى أن انضمام وزير الدفاع الروسي إلى جلسة المباحثات المُغلقة تؤكد أن روسيا متمسكة إلى جانب دمشق في مسألة استكمال تحرير الأراضي، كما تم خلال اللقاء الإشارة إلى تزايد التعاون الاقتصادي بين الجانبين الروسي والسوري.
يشار إلى أن الفترة الأخيرة وبالتزامن مع تنفيذ اتفاق درعا، شهدن موسكو نشاطاً ديبلوماسياً لافتاً وعلى جهات متعددة، فقبل زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو، استقبل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، وزير الخارجية “إسرائيل” “يائير لابيد” وتم خلال اللقاء مناقشة الملف السوري والغارات الإسرائيلية على سوريا، حيث زعم “لابيد” حينها أن من حقهم الدفاع عن “أمنهم”، ومن جهته، أكد لافروف أن بلاده تمنع أن يُمس “أمن إسرائيل” من الأراضي السورية، دون وضع أي قيد أو شرط للغارات الإسرائيلية على سوريا.