يواصل حزب الله في جنوب لبنان، التصدي لمحاولات دخول جنود جيش الاحتلال، من خلال إيقاعهم بكمائن وتكبيدهم خسائر فادحة.
وأعلن الحزب في بيان اليوم: “تم تفجير عبوتين ناسفتين فجر اليوم بقوة مشاة إسرائيلية معادية حاولت التسلل باتجاه بلدة مارون الراس”، فيما أعلن عن استهداف مواقع وتجمعات الاحتلال بصواريخ من أنواع مختلفة من بينها صواريخ فلق.
وأعلن في بيان آخر أن “عناصر المقاومة تصدوا لمحاولة تقدّم لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة بقذائف المدفعية عند الساعة 10:15 من صباح اليوم الخميس”.
ورغم محاولات الاحتلال على التغطية عن الخسائر، إلا أن هناك صور ومقاطع فيديو تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي تُظهر مروحيات “إسرائيلية” وهي تنقل الجرحى من جنود الاحتلال إلى المستشفيات، مع الإشارة إلى أن هذه الكمائن أسفرت عن خسائر كبيرة لدى الاحتلال، حيث أقرت وسائل إعلام “إسرائيلية” بإصابة 7 جنود بجراح بليغة خلال المواجهات، لترتفع بذلك حصيلة الخسائر التي يتكبّدها “الجيش الإسرائيلي”، بعدما أقرّ يوم أمس الأربعاء بمقتل 8 جنود من جراء الاشتباكات مع المقاومة الإسلامية عند الحدود مع جنوبي لبنان، موضحاً أنّ من بين القتلى 2 برتبة نقيب.
وأعلن مستشفى “زيف الإسرائيلي” أنه استقبل عشرات الجنود مصابون من جراء المعارك عند الحدود مع لبنان، وقد وصلوا بواسطة طائرات “هليكوبتر” وسيارات إسعاف عسكرية، وكان بينهم 3 بحالة خطرة، بحسب “الميادين”.
كما تمكن حزب الله من تدبير عدة دبابات لجيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أصدر بياناً اليوم جاء فيه: “استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 03:05 من بعد ظهر يوم الخميس 3-10-2024 دبابة ميركافا في مستعمرة نطوعة بصاروخ موجّه”، مع الإشارة إلى أنه جرى تم تدمير 3 دبابات أمي الأربعاء أيضاً.
يأتي ذلك بعد كمين محكم نفذه حزب الله في بلدة عديسة فجر أمس الأربعاء بقوات من نخبة جنود الاحتلال كانت تحاول التسلل إلى بلدة عديسة من جهة خلة المحافر، ما أجبرها على التراجع، مع تكبيدها خسائر كبيرة، وذلك في أول محاولة توغل للقوات “الإسرائيلية” في جنوب لبنان منذ إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، منتصف ليل الاثنين – الثلاثاء، بدء عملية برية جنوب لبنان.
وبالتزامن مع محاولات “جيش” الاحتلال الإسرائيلي الفاشلة بالتسلل والدخول البري إلى جنوبي لبنان، تحدثت وسائل إعلام “إسرائيلية”، عمّا أسمته “الوحل اللبناني العميق والمغرق”، حيث نقلت قناة “كان” العبرية عن اللواء في احتياط الاحتلال الإسرائيلي ورئيس مجلس الأمن القومي سابقاً، عوزي دايان، قوله: “إن لدى إسرائيل تجربة، بحيث يجب دائماً تذكر ما يجب فعله وما لا يجب فعله في لبنان”.
من جانبه قال رئيس مجلس الأمن القومي سابقاً، اللواء احتياط يعقوب عميدرور: “في عام 2006، كانت هناك عملية فاشلة من ناحية عسكرية، بحيث لم يكن الجيش الإسرائيلي جاهزاً، ولم يكن لديه معلومات استخبارية جيدة عن لبنان ولا خطط جيدة بخصوصه، كما كانت تقنية القتال لديه كانت في الحضيض”، مضيفاً: “يجب في هذه العملية، أن يكون واضحاً تماماً ما تريده الحكومة، وما هي خطط الجيش من أجل إنجاز ذلك، وما يقوم به الجيش حالياً يشبه العام 1978 أكثر من فترة الحزام الأمني”، متابعاً: “إبعاد حزب الله على الأقل حتى الليطاني وعشرة كيلومتر، سيستغرق وقتاً طويلاً”.
من جهتها، “القناة الـ 13 الإسرائيلية” قالت: “بعد حرب لبنان الثانية، ساد هدوء مضلل نسبي جنوبي لبنان، تعاظم خلاله حزب الله بالوسائل القتالية والأنفاق، وإسرائيل خرجت إلى جولة جديدة على الأراضي اللبنانية، يُتوقّع أن تكون طويلة ومعقدة وتجبي أثماناً باهظة”.
تجدر الإشارة إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية استمرت فجر اليوم على قرى ومدن في جنوب لبنان وبقاعه، فيما شن منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس سلسلة غارات عنيفة استهدفت أحياء سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، فضلاً شنه غارة على منطقة الباشورة وسط بيروت أي خارج نطاق الضاحية ما أسفر عن استشهاد 9 أشخاص وإصابة 14 آخرين.
يشار إلى أن 1974 شخصاً استشهدوا بينهم 127 طفلاً و261 امرأة بالإضافة إلى إصابة 9384 شخصاً، وذلك منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، بحسب آخر حصيلة صادرة عن وزير الصحة اللبناني.